responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 77

لا نسمّى نسبة الأوّل تعالى إلى الكلّ فعلا، بل نطلب له اسما زائدا على هذا، دالا على معنى أجلّ من الفعل.

و لأنّ هذه المعانى ليس لها عند الجمهور أسام فلا بدّ من أن ننقل لها الأسماء من الدلالات المشهورة إلى الدلالة على المعنى المطلوب، فيجب أن نطلب اسما معظما من الأسماء التي تحاذى اسم الفعل.

[فصل 2] فى معنى الابداع عند الحكماء

و هذا الاسم هو الابداع، فانّ الحكماء اصطلحوا على تسمية النسبة التي تكون إلى الكلّ إبداعا. و الابداع عند العامّة بمعنى آخر، و هو الاختراع الجديد لا عن مادّة. و أمّا الحكماء فيعنون بالابداع إدامة تأييس ما هو بذاته ليس، إدامة لا تتعلّق بعلة غير ذات الأوّل، لا مادّة، و لا آلة، و لا معنى، و لا واسطة. و ظاهر أنّ هذا المعنى أجلّ من الفعل.

و أمّا بالبحث الذاتى، فلأنّ فائدة الفعل وجود شى‌ء آخر غير دائم، و فائدة هذا المعنى وجود دائم، و أمّا عدم المفعول فلم يكن عن الفاعل. و إن كان شرف الفاعل أنّه أزال عدمه بعد ما كان، فشرف المبدع اكبر، لانّه منع العدم أصلا. و لكلى المعنيين، اعنى الابداع و الفعل، تأثير فى العدم و فى الوجود، امّا الفعل فاعطاء الوجود وقتا و رفع العدم وقتا لا دائما، و أمّا الابداع فاعطاء الوجود دائما و منع العدم دائما. فهذا المعنى إذن أجل و أشرف بالبحث الذاتى.

و أمّا بالبحث عن اللوازم فانّا قد بيّنا أنّ الفاعل بعد ما لم يفعل فانه يفعل لا محالة فى مادّة، و بتوسّط حركة و زمان؛ و المبدع الحقّ فانّه مبدأ لكلّ مادّة و لكلّ حركة و لكلّ زمان و لكلّ جملة.

فاذا نسبت العلّة الاولى إلى الكلّ معا كان مبدعا. و إذا نسبت بالتّفصيل لم يكن مبدعا لكلّ شى‌ء، بل لما لا واسطة بينه و بينه‌

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست