نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 69
[فصل 48] فى أنّ حركة الأفلاك وضعيّة لا مكانيّة و حركة الكواكب
مكانيّة إن كانت متحركة بذاتها
و ممّا يليق أن نقرنه بهذا أن ندلّ على أنّ الحركة السماويّة فى أىّ
مقولة، و أنّ التزام الفلك الداخل حركة ما فوقه على أىّ جهة، فنقول: إنّ الحركات
السماويّة على قسمين حركة الجرم على مركز خارج عنه، و حركة الجرم على مركز فيه. و
معلوم أنّ حركة الجرم على مركز خارج عنه هو على استبدال الأمكنة، فهى حركة أينيّة.
و أمّا الاخرى فهى حركة وضعيّة لا غير و ليست حركة أينيّة.
و مقولة الوضع قد يقع فيها حركة، كما يقع فى الكم و الكيف، إلّا أنّ
الأوائل لم تذكره. و الفيلسوف إذا عدّ فى السماع الطبيعى المقولات التي يقع فيها
الحركة لم يتعرّض للوضع.
و قد سنح لى فى ما اختصّ به من الرأى أنّ هذه الحركة ليست أينيّة، و
لكنّها وضعيّة:
أمّا أنّها ليست بأينيّة، فلأنّ الأين نسبة الشىء الى مكانه، و
الحركة فى الأين هو استبدال هذه النسبة. و قد يجوز أن يتحرك الجرم مستديرا على
نفسه، و إن لم يكن فى مكان. فقد صحّ أنّ الجرم الأقصى هذا شأنه، فكيف يمكن أن
يتحرك حركة مكانيّة ما ليس فى مكان، و إن كان فى مكان فلا يفارق مكانه.
و أمّا أنّها وضعيّة، فلانّ المتحرك بها و إن كان فى أين ما و مكان فليس
يفارق أينه و لا مكانه، و لا يستبدل به؛ بل يستبدل أجزاء النسبة إلى أجزاء أينه إن
كان له أين؛ او جهاته إن لم يكن له اين، بل جهات، فيكون المتغيّر هذه النسبة، لا
أين. و هذه النسبة تسمّى وضعا. فاذن هذه الحركة فى الوضع، لا فى الاين.
و امّا أنّ فى الوضع نسبة أجزاء الجسم بعضها إلى بعض فى جهاتها، او
نسبة أجزائه الى أجزاء مكانه، فأمر مبيّن فى المنطق. فهذه مسألة و حلّها.
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 69