responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 53

الطبيعيّة، إذ كان كلّ حركة بالطبع مفارقة ما بالطبع لحالة، و الحالة التي تفارق بالطبع هى حالة غير طبيعيّة لا محالة.

فظاهر أنّ كلّ حركة فهى عن حالة غير طبيعيّة، و لو كان شى‌ء من الحركات مقتضى طبيعة الشى‌ء لما كان شى‌ء من الحركات باطل الذات مع بقاء الطبيعة، بل الحركة إنّما تقتضيها الطبيعة لوجود حال غير طبيعيّة. إمّا فى الكيف، كما إذا سخّن الماء بالقسر. و إمّا بالكم، كما يذبل البدن الصحيح ذبولا مرضيّا. و إمّا فى المكان، كما اذا نقلت المدرة إلى حيّز الهواء، و كذلك إذا كانت الحركة تكون فى مقولة اخرى.

و العلّة فى تجدّد حركة بعد حركة تجدّد الحال غير الطبيعيّة و تقدّر البعد عن الغاية. فاذا كان الأمر على هذه الصفة لم تكن حركة مستديرة عن طبيعة، و إلّا كانت عن حالة غير طبيعيّة إلى حالة طبيعيّة، إذا وصلت إليها سكنت، و لم يجز أن يكون فيها بعينها قصد إلى تلك الحالة غير الطبيعيّة؛ لأنّ الطبيعة ليست تفعل بالاختيار، بل على سبيل تسخير و سبيل ما يلزمها بالذات.

فان كانت الطّبيعة تحرّك على الاستدارة فهى تحرّك لا محالة، إمّا عن أين غير طبيعىّ، او وضع غير طبيعىّ هربا طبيعيّا عنه، و كلّ هرب طبيعىّ عن شى‌ء فمحال أن يكون هو بعينه قصدا طبيعيّا اليه. و الحركة المستديرة تفارق كلّ نقطة و تتركها، و تقصد فى تركها ذلك كلّ نقطة، و ليست تهرب عن شى‌ء إلّا و تقصده، فليست إذا الحركة المستديرة طبيعيّة.

[فصل 40] فى أنّ حركة السماء مع أنّها نفسانيّة كيف يقال إنّها طبيعيّة

و اعلم أنّ حركة السماء نفسانيّة إلّا انّها بالطبع، اى ليس وجودها فى جسمها مخالفا لمقتضى طبيعة اخرى لجسمها، فانّ الشى‌ء المحرّك لها، و إن لم يكن قوّة طبيعيّة، فانّه شى‌ء طبيعىّ لذلك الجسم، غير غريب عنه، فكأنّه طبيعيّة.

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست