responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 35

البياض بالفصول، لأنّ حقيقة البياضيّة حصلت لهما و تمّت، لكنّها لا تقوم إلّا مقارنة لحامل تتقرّر فيه.

كذلك الجسميّة قد تمّت و انتهت، لكنّها تقارن امورا لا تخلو عنها، فهكذا يمكن أن يحال طبيعة الجنس فى المركّبات حتّى يكون نوعا آخر، و إذا احيل هكذا لم يكن حينئذ جنسا، بل مادّة، و كذلك إذا احيل الفصل نوعا بنفسه لم يكن حينئذ فصلا، بل صورة.

و أمّا الجسم الذي هو الجنس فليس مركّبا من مادّة و كميّة، بل جوهر له الأبعاد كلّها فهذا هو الجنس. و الفرق بينهما أنّ الجسم إذا احيل فجعل مادّة كان جزءا من قوام الجواهر المحسوسة، فلم يجز أن يقال عليها. و لذلك لا يجوز أن يقال: إنّ الانسان مجرّد نفس مادّة مع كميّة، بل يقال فيه مادّة مع كميّة، و قد لخّصنا هذا و حققّناه فى كتاب البرهان.

و لو لا أنّ الجسميّة طبيعة بنفسها متقرّرة من جهة ما هى جسميّة باعتبار مادّة ذات كميّة لما جاز أن ينتقل الجسم من الجماديّة إلى النباتيّة و من النباتيّة إلى الحيوانيّة، فاذا هو شى‌ء موجود موضوع تمّ وضعه دون محمولاته، ثم يحمل عليه المحمولات، و الطبيعة النوعيّة بل الشخصيّة هى التي بهذه الحال.

فامّا فى البسائط فليس يمكن أن يردّ طبيعة الجنس إلى النوعيّة، مثلا ليس حال اللون من البياض حال الجسميّة من الانسان، فانّ الجسميّة يمكن أن يجعل جزءا من قوام الانسان له انفراد قوام فى ذاته و إن كان مقارنا لغيره. و أمّا اللونيّة فلا يمكن أن تقرّر لها ذات إلّا أن تنوّع بالفصول التي تلحقها.

و لا تجد فى البياض لونيّة و شيئا آخر غير اللونيّة منهما كان البياض، كما من الجسم الذي بمعنى المادّة التي لها كميّة و من صورة اخرى ليست بجسميّة يكون الانسان.

و إذا كان هذا هكذا لم يمكن أن تفرد للّونيّة طبيعة منوّعة تشترك فيها لونيّة

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست