responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 106

و الصورة شى‌ء واحد من كل جهة، بل يتحد منها شى‌ء هو واحد بحدّه الكائن منهما او يفعله الذي يتم من صورته، و تكون الصورة مختصة فى تكمّلها بهذه المادّة، لكن اتّفق فى الصورة المادّية أن لا يتمّ منها هذا المعنى، إلّا إن يوجد فى المادّة منطبعة، بل وجودها لا يمكن إلّا هكذا، إلّا انّ حدوث شى‌ء واحد منها يقتضى هذا.

فان كانت الصورة ليست مادّية، لكنّها تكمل مادّة، و يحدث من اختصاص فعلها به نوع من مادّة محسوسة و صورة معقولة فلا كبير عجب. فانّ مفارقة الذاتين فى الجوهر ليست تمنع اتحاد ذات واحد. و كذلك إذا افترقا فى ما سوى الذات، و كان هذا مكانيّا و هذا غير مكانىّ، او كلاهما مختلفين فى مكانيهما.

و العجب أنّ هذا قائل هذا القول يحمل هذا العقل الفعّال فيطبعه فى مادّة هذا الجسم و يجوّز منهما أن يحدث انسان كامل من جهة ما هو انسان كامل.

و العقل الفعّال أبعد الأشياء من أن ينطبع فى المادّة، و بعد ذلك فيجوز أن يكون العقل الفعّال الغير المائت و الفاسد و لا المتجزّى فى زمان واحد موجودا فى أبدان غير واحدة على سبيل الحلول بواسطة التهيّؤ الذي للمزاح، فهو لا يستغرب هذا، و يستغرب غيره.

و لا بما يقال: أنّه لو كانت النفس مفارقة الذات للبدن لكان البدن لا يفسد بمفارقة النفس، كما انّ السفينة لا تفسد بمفارقة الربّان، فانّ السفينة انّما لا تفسد عند مفارقة الربّان بأنّ صورتها التي لها بما هى سفينة كونها بحيث تصدر منها ما اتحدت له، و ليس لذلك المعنى اسم، و كذلك الجسد لا يفسد عند مفارقة النفس صورته الجسدانيّة و يفسد كونه بحيث يصدر عنه افعاله من جهة ما هو لا جسد فقط، بل حيوان او انسان. و هذه الصورة طبيعية ذاتيّة، و تلك العلاقة التي بين السفينة و الربّان صناعيّة، و زوال المعنى الصناعىّ لا يكون لزوال المعنى الطبيعىّ، و كذلك التأثير الواقع بزوال الربّان لا يكون ظهوره فى جوهر السفينة كالتأثير

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست