responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 431

و قد كان بان أنه ليس الغرض فى تلك الحركات شيئا يوصل إليه بالحركة، و إلّا لزم الانقطاع، بل شيئا مباينا لا يوصل إليه. و بان الآن أنه ليس جسما، فبقى أن الغرض لكل فلك تشبه بشى‌ء غير جواهر الأفلاك من موادها و أنفسها، و محال أن يكون بالعنصريات و ما يتولد عنها و لا أجسام و لا أنفس غير هذه، فبقى أن يكون لكل واحد منها شوق تشبه بجوهر عقلى مفارق يخصه و تختلف الحركات و أحوالها اختلافها الذى لها لأجل ذلك، و إن كنا لا نعرف كيفية وجوب ذلك و لميته، و تكون العلة الأولى متشوقة الجميع بالاشتراك.

ذا معنى قول القدماء إن للكل محركا واحدا معشوقا و أن لكل كرة محركا يخصها و معشوقا يخصها. فيكون إذن لكل فلك نفس محركة تعقل الخير، و لها بسبب الجسم تخيل، أى تصور للجزئيات و إرادة للجزئيات، و يكون ما تعقله من الأول و ما يعقله من المبدأ الذى يخصه القريب منه مبدأ تشوقه إلى التحرك. فيكون لكل فلك عقل مفارق نسبته إلى نفسه نسبة العقل الفعال إلى أنفسنا، و إنه مثال كلى عقلى‌ [1] لنوع فعله فهو يتشبه به.

و بالجملة، لا بد فى كل متحرك منها لغرض عقلى من مبدأ عقلى يعقل الخيّر الأول تعالى، و تكون ذاته مفارقة، فقد علمت أن كل ما يعقل مفارق الذات؛ و من‌ [2] مبدأ للحركة جسمانى أى مواصل للجسم، فقد علمت أن‌


[1] - جرى الحقّ على لسانه مع إبرامه على ردّ القول بالمثل الإلهية كما تقدّم في آخر المقالة السابعة، و كأنّ الحافظ يقول في المقام:

صوفى مجنون كه دى جام و قدح مى شكست‌

زود به يك جام مى عاقل و فرزانه شد

[2] - عطف على قوله: «و من مبدإ عقلي» أي لا بدّ في كل فلك من مبدإ عقلي و من مبدإ للحركة جسمانيّ.

نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست