الفصل السادس من المقالة الخامسة فى تعريف الفصل و تحقيقه
و الفصل أيضا يجب أن نتكلم فيه و نعرّف حاله. فنقول: إن الفصل
بالحقيقة ليس هو مثل النطق و الحسّ، فإن ذلك غير محمول على شىء إلّا على ما ليس
فصلا له بل نوعا مثل اللمس [1] للحس على ما علمت فى موضع آخر، أو شخصا مثل حمل النطق [2] على نطق زيد و عمرو. فإن [3] أشخاص الناس لا يحمل عليها النطق و لا
الحس فلا يقال لشىء منها أنه نطق أو حس، و لكن يشتق له من أسمائها اسم. فإن كانت
هذه فصولا فهى فصول من جهة أخرى [4]، و ليست من الجهة التى هى أقسام المقول على كثيرين بالتواطؤ.
فالأولى أن تكون هذه مبادئ الفصول لا الفصول، فإنها إنما تحمل بالتواطؤ على غير
أشخاص النوع التى يقال إنها فصولها. و ذلك لأن النطق يحمل على نطق زيد و نطق عمرو
بالتواطؤ، و الحس يحمل