فنقول: إن كلامنا فى نحو من الاجتماع مخصوص، فيما يكون اجتماع
الأشياء فيه على نحو الاجتماع فى طبيعة الجنس من حيث هو جنس، و ذلك النحو هو أن
تكون المجتمعات فصولا تنضم إليه، إلّا أنه ليس كلامنا ههنا فى الدلالة على طبيعة
الجنس أنه كيف تحوى الفصول و غير الفصول، و أى الأشياء يجتمع فيه على نحو الفصول،
بل كلامنا فيها على النحو المؤدى إلى الفرق بين الجنس و المادة و ليس إذا أردنا أن
نفرق بين شيئين يلزمنا أن نتعدى التفريق إلى بيانات أحوال أخرى، و إنما غرضنا أن
نعرف أن طبيعة الجنس الذى هو الجسم هو أنه جوهر يجوز فيه اجتماع أشياء من شأنها أن
تجتمع فيه، فتكون الجملة طويلة عريضة عميقة، و تكون و إن كانت لا تكون إلّا أشياء
معلومة الشروط مجهولة بعد. و إلى هذا الحد ما نتكلم فى هذا الفصل.