الفصل الرابع من المقالة الخامسة فى كيفية دخول المعانى الخارجة عن
الجنس على طبيعة الجنس
فلنتكلم الآن فى الأشياء التى يجوز اجتماعها فى الجنس، و يكون التوقف
فى إثبات طبيعته و ماهيته محصلة بالفعل إنما يقع لأجلها. فنقول:
إن هذا المطلب ينقسم إلى قسمين: أحدهما أنه أىّ الأشياء هى الأشياء
التى يجب أن يحصرها الجنس فى نفسه و تجتمع، فتكون تلك الأشياء جاعلة إياه نوعا. و
الثانى أنه أىّ الأشياء يكون واقعا فى حصره مما ليس كذلك
[1].
و ذلك أن الجسم إذا انحصر فيه البياض على النحو المذكور لم يجعله
نوعا، و الحيوان إذا قسم إلى ذكر و أنثى لم يتنوع بذلك، و هو مع ذلك يتنوع بأشياء
أخرى. ثم الحيوان يجوز أن يقع على شخص فيه أعراض كثيرة تكون تلك الجملة حيوانا
مشارا إليه [2].
فنقول أوّلا: ليس يلزمنا أن نتكلف إثبات خاصية فصل كل جنس عند