responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 143

فإنا لا نتخيل بياضا لا وضع له و لا مقدار، فضلا عن أن نراه. و إذا كان له مقدار و وضع و زيادة هيأته البياضية كان جسما أبيض لا مجرد البياض، فإنا نعنى بالبياض هذه الهيئة الزائدة على المقدار و الحجم، و إن كان لا يبقى على الجملة التى كان يعرف البياض عليها، بل قد انتقل عن هذه الصورة و صار شيئا آخر روحانيا. فيكون البياض مثلا له موضوع يعرض له أن تكون فيه البياضية التى على النحو المعروف، و يعرض له أن يصير مرة أخرى بصورة أخرى روحانية فيكون أولا ما تعرفه بياضا قد فسد و زالت صورته.

و أما المفارق العقلى فقد أشرنا- فيما سلف- إلى أنه لا يجوز أن ينتقل مثل هذا الشى‌ء مرة أخرى ذا وضع و مخالطا للأجسام.

و أما إن جعل جاعل البياض شيئا فى نفسه ذا مقدار، فيكون له وجودان: وجود أنه بياض، و وجود أنه مقدار. فإن كان مقداره بالعدد غير مقدار [1] الجسم الذى هو فيه بالعدد، فإذا كان فى الأجسام و ساريا فيها فيكون قد دخل بعد فى بعد، و إن كان هو نفس الجسم منحازا فيكون الأمر قد عاد إلى أن الشى‌ء الذى هو البياض جسم و له بياضيته. فتكون البياضية موجودة فى ذلك الجسم إلّا أنها لا تفارق، و لا يكون البياض مجموع ذلك الجسم و الكيفية، بل شى‌ء فى ذلك الجسم. إذ حد البياض و ماهيته ليست ماهية الطويل العريض العميق، بل تكون ماهية الطويل العريض العميق للحرارة أيضا على هذا الرأى، فيكون البياض مقارنا لهذا الشى‌ء ناعتا له.

و هذا معنى قولنا: الصفة فى الموصوف، و تكون مع ذلك لا تفارقه و ليست جزءا من ذلك الشى‌ء الذى هو الطويل العريض، فيكون البياض و الحرارة


[1] - «فإن كان مقداره غيرا بالعدد- أي بالشخص- لمقدار الجسم» خ. ل.

نام کتاب : الإلهيات من كتاب الشفاء نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست