معدوماً في الحال، موجوداً في الإستقبال، وقاس عليه الأمر في الماضي
فقال: مثلًا إن قلت «إنّ القيامة تكون»
أيتوجد فهمت «القيامة» وفهمت «تكون»
أيلفظة «تكون» المحمول على «القيامة» و حملت «تكون» التي في
النفس على «القيامة» التي في النفس بأنّ هذا المعنى
متعلّق بقوله: «حملت» أي حُملت «تكون» على «القيامة» بهذا النّحو بأنّ هذا المعنى
أعني «القيامة» إنّما يصحّ [1] معنى آخر معقول أيضاً، وهو معقول [في] وقت مستقبل أن يوصف بمعنى
ثالث معقول وهو معقول الوجود.
البارز الأوّل راجع إلى معنى آخر، والثّاني إلى معنى ثالث، وقوله:
«معقول» مضاف إلى «وقت». والإضافة إمّا بيانيّة بتقدير «من»، أو لاميّة، أو من باب
إضافة 100// الصّفة إلى الموصوف. وكذا إضافة «معقول» إلى «الوجود». ولفظة «أيضاً»
إشارة إلى أنّ المعنى الأخر معقول كالموضوع- فالموضوع معقول أوّل، والوقت المستقبل
معقول ثان. والمحمول ثالث. و قوله: «أن يوصف» فاعل يصحّ.
والمعنى: أنّ قولنا «القيامة تكون» معناه: أنّ هذا المعنى المعقول
الّذي هو القيامة إنّما يصحّ أن يتّصف بمعنى ثالث هو الوجود في معنى آخر معقول هو
الوقت المستقبل، وليس الآن شيء من المعقولات الثّلاث متحقّقاً في الخارج،
والمتحقّق منها مجرّد المعنى المعقول، وصحّة الحكم إنّما هو باعتبار ولولاه لما
أمكن الحكم قطعاً.
و على ما ذكر يظهر أنّ قوله: «في معنى آخر» متعلّق من حيث