نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 63
فبين [1]
من هذا أنه ليس يجب أن يكون في الجسم ثلاثة أبعاد بالفعل على الوجوه المفهومة من
الأبعاد الثلاثة حتى يكون جسما [2] بالفعل.
فإذا كان الأمر على هذا، فكيف يمكننا أن نضطر أنفسنا إلى فرض أبعاد
ثلاثة بالفعل، موجودة في الجسم، حتى يكون جسما، بل معنى هذا الرسم للجسم أن الجسم
هو الجوهر الذي يمكنك أن تفرض فيه بعدا كيف شئت ابتداء، فيكون ذلك المبتدأ هو
الطول، ثم يمكنك [3]
أن تفرض أيضا بعدا آخر مقاطعا [4] لذلك البعد على قوائم، فيكون ذلك البعد الثاني [5] هو العرض، و يمكنك أن تفرض فيه بعدا
ثالثا مقاطعا لهذين البعدين [6] على قوائم تتلاقى الثلاثة على موضع واحد، و لا يمكنك أن تفرض بعدا
عموديا بهذه الصفة غير هذه الثلاثة.
و كون الجسم بهذه الصفة [7] هو الذي يشار لأجله إلى الجسم بأنه طويل عريض عميق، كما يقال: إن
الجسم هو المنقسم في جميع الأبعاد. و ليس يعني
[8] أنه منقسم [9] بالفعل مفروغ عنه، بل على أنه من شأنه أن يفرض فيه هذا القسم.
فهكذا يجب أن يعرف الجسم، و هو أنه الجوهر الذي كذا صورته، و هو بها
هو ما [10] هو، ثم سائر الأبعاد المفروضة فيه بين
نهاياته و نهاياته أيضا و أشكاله و أوضاعه أمور
[11] ليست [12]
مقومة [13] له، بل هي تابعة لجوهره. و ربما لزم
بعض الأجسام شيء منها أو كلها، و ربما لم يلزم بعض الأجسام شيء منها أو بعضها.