نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 358
و كذلك المضافات تعرف [1] اثنينيتها [2]
لأمر، لا لنفس النسبة و الإضافة [3] المعروفة في الذهن، فإنا نعلم علما
[4] يقينا [5]
أن لنا قوة نعقل بها الأشياء. فإما أن تكون القوة التي نعقل بها هذه القوة هي هذه
القوة [6] نفسها، فتكون هي [7] نفسها تعقل ذاتها، أو تعقل ذلك قوة
أخرى [8]، فتكون لنا قوتان: قوة نعقل الأشياء
بها، و قوة نعقل بها هذه القوة، ثم يتسلسل الكلام إلى غير النهاية، فيكون فينا قوى
تعقل الأشياء بلا نهاية بالفعل، فقد بان أن نفس كون الشيء معقولا لا يوجب أن يكون
معقولا لشيء [9]، ذلك الشيء آخر.
و بهذا تبين [10] أنه ليس يقتضي العاقل أن يكون عاقل شيء آخر بل كل [11] ما توجد له الماهية المجردة فهو عاقل،
و كل ماهية مجردة توجد له أو لغيره فهو معقول، إذ كانت هذه الماهية لذاتها عاقلة،
و لذاتها أيضا معقولة لكل [12] ماهية مجردة تفارقها أو [13] لا تفارقها.
فقد فهمت أن نفس كونه معقولا و عاقلا
[14]، لا يوجب أن يكون اثنين في الذات، و لا اثنين في الاعتبار أيضا،
فإنه ليس تحصيل [15] الأمرين إلا اعتبار [16] أن ماهية مجردة لذاته [17]، و أنه
[18] ماهية [19]
مجردة ذاته [20] لها، و هاهنا تقديم و تأخير في ترتيب
المعاني، و الغرض المحصل شيء واحد بلا قسمة، فقد بان أن كونه عاقلا و معقولا لا
يوجب فيه كثرة البتة.
و ليس يجوز أن يكون واجب الوجود يعقل الأشياء من الأشياء، و إلا
فذاته إما [21] متقومة بما يعقل، فيكون تقومها بالأشياء [22]، و إما عارضة لها أن تعقل، فلا تكون
واجبة [23] الوجود من كل جهة، و هذا [24] محال. و يكون لو لا أمور من خارج لم
يكن هو بحال، و يكون له حال لا يلزم عن ذاته
[25] بل عن غيره [26] فيكون لغيره فيه تأثير، و الأصول السالفة تبطل هذا