نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 354
و نقرر من رأس فنقول: بالجملة إن
[1] الفصول و ما يجري مجراها لا يتحقق بها حقيقة المعنى الجنسي من حيث [2] معناه، بل
[3] إنما كانت علة لتقويم [4] الحقيقة موجودة، فإن الناطق ليس
[5] شرطا يتعلق به الحيوان في أن له معنى الحيوان و حقيقته، بل في أن
يكون موجودا معينا. و إذا كان المعنى [6] العام هو نفس واجب الوجود، و كان الفصل يحتاج إليه في أن يكون واجب
الوجود موجودا، فقد [7]
دخل ما هو كالفصل في ماهية ما هو كالجنس، و الحال فيما يقع به اختلاف غير فصلي في
جميع هذا ظاهر [8]، فبين أن وجوب الوجود ليس مشتركا فيه،
فالأول لا شريك له، و إذ هو بريء عن كل مادة و علائقها و عن الفساد، و كلاهما شرط
مع [9] ما يقع
[10] تحت التضاد، فالأول لا ضد له.
فقد وضح أن الأول لا جنس له، و لا ماهية له، و لا كيفية له، و لا
كمية له [11]، و لا أين له، و لا متى له، و لا ند
له، و لا شريك له، و لا ضد له، تعالى و جل، و أنه لا حد له، و لا برهان عليه، بل
هو البرهان على كل شيء، بل هو [12] إنما عليه الدلائل الواضحة، و أنه إذا حققته
[13] فإنما [14]
يوصف بعد الإنية بسلب المشابهات عنه، و بإيجاب الإضافات كلها إليه [15]، فإن كل شيء منه و ليس هو مشاركا لما
منه [16]، و هو مبدأ
[17] كل شيء و ليس هو شيئا من الأشياء بعده.