نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 308
و ما يقابله، ثم اللاشجاعة كالجنس للتهور و الجبن، فإذا [1] ضادت
[2] الشجاعة التهور فتضاده لا لطبيعة ذاتها
[3] بل إنما تضاده لعارض فيها [4] هو [5]
أن هذه محمودة و فضيلة و نافعة [6].
و ذلك مذموم و رذيلة و ضار، فالأضداد بالحقيقة هي التي تتفق في الجنس
و تتفق في الموضوع الواحد، فمنها [7] ما يكون الموضوع الواحد يقبل الضدين جميعا من غير استحالة في
غيرهما، و منها ما يكون الموضوع يستحيل أولا في غيرهما حتى يعرض له أحدهما فإن
مزاجا ما يحلو به الشيء، و إذا [8] أمر احتاج إلى مزاج آخر و ليس
[9] كذلك الحال في استحالة الحار
[10] إلى البارد [11].
و لما كان الضدان [12] يكونان [13] في الجنس فلا يخلو إما [14] أن يكون عدم كل واحد منهما في طبيعة الجنس يلزمه الآخر فقط فيكون لا
واسطة بينهما، و إما أن يكون ليس كذلك.
فلا يخلو: إما [15] أن يكون مخالفة تلك الكثرة للواحد منهما
[16] مخالفة [17]
واحدة ليس مخالفة بعضها [18] أقل أو أكثر [19] أو يكون ذلك مختلفا، فإن كان مختلفا في ذلك فيكون بعضها أقرب إلى
مشابهته [20] و الأقرب إلى مشابهته فيه شيء من
صورته و بعضها في غاية الخلاف له فيكون الضد ذلك، و يكون التضاد غاية الخلاف
للمتقابلات المتفقة في الجنس [21] و المادة، و ذلك لأنه يصدق أن يقول غاية الخلاف من [22] حيث كان متوسطا و حيث لم يكن، لأنه [23] إن كان
[24] اثنان كل [25] واحد منهما [26] في غاية البعد عن الآخر فالتضاد خلاف تام، و لذلك [27] فإن ضد الشيء واحد.
و أما إن جعل جاعل غاية الخلاف و البعد قد يقع بين الواحد و بين
آخرين [28] اثنين متخالفين [29] فذلك محال، لأن التخالف [30] بين الواحد و بينهما إما أن يكون في
معنى واحد من