نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 286
و منها غير واجبة بأعيانها ضرورة، و الواجبة ضرورة: هي [1] القوى المحركة في الأعضاء، و القوة
الشوقية.
و غير الواجبة: هي التخيل و الفكر
[2]، فإنه ليس يجب لا محالة أن يكون تخيل و لا فكر أو فكر و لا تخيل و
لكل [3] مبدإ حركة غاية لا محالة و المبدأ
الذي لا بد منه في الحركة الإرادية له غاية لا بد منها، و المبدأ [4] الذي منه بد قد توجد الحركة خالية عن
غايته، فإن اتفق أن يتطابق [5] المبدأ الأقرب- و هو القوة المحركة- و المبدءان اللذان بعده- أعني
الشوقية مع التخيل أو الشوقية مع الفكرية
[6]- كانت نهاية الحركة هي الغاية للمبادئ كلها، و كان ذلك غير عبث لا
محالة.
و إن اتفق أن يختلف، أعني أن لا يكون
[7] ما هو الغاية الذاتية للقوة المحركة غاية، ذاتية للقوة الشوقية، وجب
ضرورة أن يكون للقوة الشوقية غاية أخرى بعد الغاية التي في القوة المحركة التي
للعضو، و ذلك لأنا قد أوضحنا أن الحركة الإرادية لا تكون بلا شوق و كل ما هو شوق
فهو شوق [8] لشيء
[9]، و إذا [10]
لم يكن لمنتهى الحركة كان لشيء آخر غيره لا محالة، و إذا كان ذلك الشيء يراد
لأجله الحركة فيجب أن يكون بعد انتهاء الحركة
[11].
و كل [12]
نهاية تنتهي إليها [13]
الحركة [14] أو تحصل بعد نهاية الحركة، و يكون
الشوق التخيلي و الفكري قد تطابقا [15] عليها [16]،
فبين أنها غاية إرادية، و ليست [17] بعبث البتة، و كل نهاية تنتهي إليها
[18] الحركة و تكون هي بعينها الغاية المتشوقة المتخيلة [19] و لا تكون المتشوقة [20] بحسب الفكرة، فهي التي تسمى العبث.
و كل غاية ليست هي نهاية الحركة و مبدؤها تشوق تخيلي غير فكري، فلا
يخلو [21]: إما أن يكون التخيل وحده هو المبدأ [22] لحركة الشوق
[23].