نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 202
في كل شخص فليس هو بهذا الشرط حيوانا ما، و إن كان يلزمه أن يصير
حيوانا ما [1] لأنه في حقيقته و ماهيته بهذا [2][3] الاعتبار حيوان ما [4].
و ليس يمنع كون الحيوان الموجود في الشخص حيوانا ما أن يكون الحيوان
بما هو حيوان لا باعتبار أنه حيوان بحال ما موجودا فيه، لأنه إذا كان هذا الشخص
حيوانا ما، فحيوان ما موجود، فالحيوان الذي هو جزء من حيوان ما موجود، كالبياض
فإنه و إن كان غير مفارق للمادة فهو ببياضيته
[5] موجود [6]
في المادة على أنه [7]
شيء آخر معتبر بذاته و ذو حقيقة بذاته [8]، و إن كان عرض لتلك الحقيقة أن تقارن في الوجود أمرا آخر.
و لقائل أن يقول: إن الحيوان بما هو حيوان غير موجود في الأشخاص، لأن
الموجود في الأشخاص هو حيوان ما لا الحيوان بما هو حيوان. ثم الحيوان بما هو حيوان
موجود، فهو إذن مفارق للأشخاص. و لو كان الحيوان بما هو حيوان موجودا لهذا الشخص،
لم يخل إما أن يكون خاصا له أو غير خاص [9]، فإذا [10]
كان خاصا له لم يكن الحيوان بما هو حيوان هو الموجود فيه أو هو [11]، بل
[12] حيوان ما، و إن كان غير خاص كان شيء واحد
[13] بعينه بالعدد [14] موجودا في الكثرة [15]، و هذا محال.
و هذا الشك و إن كان ركيكا سخيفا فقد أوردناه بسبب أنه قد [16] وقعت
[17] منه الشبهة في زماننا [18] هذا [19]
لطائفة [20] ممن تتشحط في التفلسف. فنقول: إن هذا
الشك قد [21] وقع