نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 133
و قد يشكل من حال الأعظم و الأصغر أنهما كيف يتقابلان و كيف يقابلان
المساواة. فإن المساوي يقابل كل واحد منهما، فإنه لا يجوز أن يكون المساوي و
الأعظم إلا متخالفين، و كذلك المساوي و الأصغر، أما الأعظم و الأصغر فإنهما إن
تقابلا فمن [1] المضاف، فكان هذا أعظم بالقياس إلى [2] ما هو أصغر، فليس المساوي مضايفا
لأحدهما، بل لما هو مساو له. و يظن أنه ليس يجب حيث كان أعظم و أصغر أن يكون
بينهما [3] مساو موجود. فإن هذا قد علمته في موضع
آخر.
فإذا كان الأمر على هذا، فبالحري أن يكون المساوي ليست مقابلته [4] الأولى
[5] للأعظم و الأصغر [6]، بل لغير المساوي، و هو عدمه، مما
[7] شأنه أن تكون فيه المساواة. و ليس
[8] عدمه في النقطة و الوحدة و اللون و العقل بأشياء [9] لا تقدير لها، بل في أشياء لها تقدير
و كمية.
فالمساوي إنما يقابل عدمه و هو اللامساواة، لكن اللامساواة تلزم هذين
أعني الأعظم [10] و الأصغر. كالجنس لست أعني أنه جنس،
بل أعني [11] أنه يلزم كل واحد منهما، فإن واحدا
منهما هو عظيم [12][13]، و العظيمية [14] معنى وجودي يلزمه هذا العدم، و الآخر
صغير، و الصغيرية [15]
من تلك الحيثية كذلك.