نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 66
و ما يجري مجرى ذلك- يقال في الأمر عهدة أي لم يحكم بعد- و في عقل
فلان عهدة أي ضعف و عهدته على فلان- أي ما أدرك فيه من درك فإصلاحه عليه- و عن
المواد أي الهيولى الأولى و ما بعدها من المواد الوجودية- و عن المواد العقلية
كالماهيات و عن غيرها- مما يجعل الذات بحال زائدة- أي عن المشخصات و العوارض- التي
يصير المعقول بها محسوسا أو مخيلا- أو موهوما و الباقي ظاهر- و قد أحاله على ما
تبين في النمط الثالث
(29) تنبيه [في بيان ترجيح طريقة الالهيين على طريقة المتكلمين و
الحكماء في إثبات واجب الوجود]
تأمّل كيف لم يحتج بياننا لثبوت الأول و وحدانيته- و براءته عن
الصمات إلى تأمّل لغير نفس الوجود- و لم يحتج إلى اعتبار من خلقه و فعله- و إن كان
ذلك دليلا عليه- لكن هذا الباب أوثق و أشرف أي إذا اعتبرنا حال الوجود- فشهد به
الوجود من حيث هو وجوده- و هو يشهد بعد ذلك على سائر ما بعده في الواجب- إلى مثل
هذا أشير في الكتاب الإلهي- سَنُرِيهِمْ آياتِنا
فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ- أقول إن هذا حكم لقوم- ثم يقول
أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ- أقول إن هذا حكم للصديقين- الذين يستشهدون به لا عليه
المتكلمون يستدلون بحدوث الأجسام- و الأعراض على وجود الخالق- و
بالنظر في أحوال الخليقة على صفاته- واحدة فواحدة- و الحكماء الطبيعيون أيضا
يستدلون بوجود الحركة- على محرك و بامتناع اتصال المحركات- لا إلى نهاية على وجود
محرك أول غير متحرك- ثم يستدلون من ذلك على وجود مبدإ أول- و أما الإلهيون فيستدلون
بالنظر في الوجود- و أنه واجب أو ممكن على إثبات واجب- ثم بالنظر فيما يلزم الوجوب
و الإمكان على صفاته- ثم يستدلون بصفاته على كيفية صدور أفعاله عنه- واحدا بعد
واحد- فذكر الشيخ ترجيح هذه الطريقة على الطريقة الأولى- بأنه أوثق و أشرف- و ذلك
لأن أولى البراهين بإعطاء اليقين- هو الاستدلال بالعلة على المعلول- و أما عكسه
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 66