نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 277
شيئين في غاية الخلاف- لما كان هذا الحد متناولا- للمزاج الثاني
الواقع بين أسطقصات ممتزجة- قد انكسرت كيفياتها بحسب المزاج الأول- فإذن ينبغي أن
يحمل على التخالف فقط- حتى يتناولهما معا- و قوله (115) متفاعلة فيها أي
الاستحالة- تكون في حال تفاعل الصور في الكيفيات- و قوله حتى تكتسي كيفية متوسطة
توسطا ما- أي إذا كان الحار مثلا عشرة أجزاء و البارد خمسة أجزاء- كانت الكيفية
المتوسطة أقرب إلى الحرارة منها إلى البرودة- على نسبة الثلث و الثلثين- فلا تكون
الكيفية متوسطة على الإطلاق دائما- بل توسطا ما قوله في حد ما متشابه في أجزائها-
و في بعض النسخ متشابهة في أجزائها- أي في حد من الحدود- التي لا تتناهى بين
الأطراف- و ذلك الحد يكون متشابها في أجزاء الأسطقصات- أو الكيفية التي في ذلك
الحد تكون متشابهة- فتكون حرارة الجزء الناري كحرارة الجزء المائي- فهذا بيان ما
في الكتاب- 115 و قال الفاضل الشارح أمر المزاج مبني على إثبات الاستحالة- و الشيخ
لم يثبتها إلا في الحار و البارد- أقول وجود المركبات المتشابهة الأجزاء- التي
ليست في ميعان الهواء و جمود الأرض- دليل على وجود الكيفية المتوسطة بينهما- و هي
لا تحصل إلا بالاستحالة فيهما- و هاهنا بحث هو أن يقال إنكم حكمتم فيما مر- أن
الصور إنما تفعل في سائر المواد بالكيفيات الفعلية- و هاهنا جعلتم الصور فاعلة و
الكيفيات منفعلة- فقد ناقضتم كلامكم بوجهين- أحدهما أنكم جعلتم الصور هاهنا فاعلة
بذاتها لا بتلك الكيفيات- و الثاني أنكم جعلتم الكيفيات الفعلية منفعلة- و الجواب
أنا لم نجعل الكيفيات أنفسها منفعلة- بل المنفعة هي المادة لكن انفعالها هي
استحالتها في تلك الكيفيات- و أيضا لم نجعل الصور فاعلة في غير موادها بذاتها- بل
بتلك الكيفيات و بيان ذلك- أن الصورة النارية مثلا- هي المبدأ لحصول الحرارة في
مادتها- فإن انفردت فعلت فعلها ذلك بذاتها- و انفعلت المادة عنها فحصلت الحرارة في
المادة شديدة- و إن امتزج الماء بها- أثرت هي أيضا بتوسط حرارتها تلك
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 277