نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 165
متقاربة- و قد تجدها في أوضاعها تارة- بحيث يسع ما بينها أجساما ما
محدودة القدر- تارة أعظم و تارة أصغر- فتبين أن الأجسام الغير المتلاقية- كما أن
لها أوضاعا مختلفة- كذلك بينها أبعاد مختلفة الاحتمال- لتقديرها و تقدير ما يقع
فيها اختلافا قدريا- فإن كان بينها خلاء غير أجسام- و أمكن ذلك فهو أيضا بعد
مقداري- و ليس على ما يقال لا شيء محض و إن كان لا جسم
يريد إبطال (67) الخلاء- و القائلون به فرقتان فرقة تزعم أنه لا شيء
محض- و فرقة تزعم أنه بعد ممتد في جميع الجهات- من شأنه أن يشغله الأجسام بالحصول
فيه- و يكون مكانا لها 67 قال الفاضل الشارح يعني بالخلاء- أن يوجد جسمان لا
يتلاقيان- و لا يوجد بينهما ما يلاقي واحدا منهما- و أقول هذا تعريف للخلاء- الذي
يكون بين الأجسام- و هو الذي يسمى بعدا مقطورا- و لا يتناول الذي لا يتناهى- و
الشيخ قد أبطل في هذا الفصل مذهب الفرقة الأولى- بأن فرض فيه أجساما مختلفة
الأبعاد- لتقدر الخلاء الواقع بينها بها- فإن اللاشيء المحض- لا يمكن أن يتقدر
لشيء أصلا- ثم بين أن الخلاء الذي يقع بين تلك الأجسام- قابل للمساواة و
اللامساواة و التقدير- و أنه يتجزأ على الحدود المشتركة- و أضاف إلى ذلك مقدمة- هي
أن كل ما كان كذلك- فهو إما كم متصل أعني البعد المقداري- و إما ذو كم متصل أعني
الجسم- و إذا كان الخلاء عندهم ليس بجسم- فهو بعد مقداري ليس لا شيئا محضا- كما
زعمت الفرقة الأولى- و إن كان لا جسما كما زعمت الفرقة الثانية
(31) تنبيه [في إبطال القول الثاني في معنى الخلاء]
و إذ قد تبين أن البعد المتصل- لا يقوم بلا مادة- و تبين أن
الأبعاد الجسمية لا تتداخل- لأجل بعديتها فلا وجود لفراغ- هو بعد صرف- فإذا سلكت
الأجسام في حركتها- تنحى عنها ما بينها- و لم يثبت لها بعد مقطور فلا خلاء
يريد إبطال المذهب الثاني- و إنما أبطله بوجهين- و ذلك بإضافة
مقدمتين- مما تقدم بيانه إلى الحكم- الذي ثبت في الفصل المتقدم- إحداهما بأن البعد
المتصل لا يقوم بلا مادة- و هو مما تبين في باب إثبات الهيولى- و الثانية أن
الأبعاد الجسمية
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 165