responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 94

بينا أن المكان الواحد لا يستحقه جسمان مختلفان بالطبع فذلك المكان فى ذلك الوقت كان قد حصل فيه جسم غير ملائم له و حين حصول غير الملائم فيه لا بد و أن يكون قد خرج عنه ما كان ملائما له و ذلك الملائم الخارج لا بد و أن يكون طالبا للعود اليه بحركة مستقيمة فاذا الجسم الذي كان ملائما له لا بد و أن يكون ذا ميل مستقيم و الجسم الذي حدث الآن فيه أيضا ملائم له و قد عرفت أن الجسمين المختلفى الطبيعة لا يمكن أن يلائما مكانا واحدا فاذا الجسم للذى حدث الآن مساويا فى تمام الماهية للجسم الذي ثبت أنه يصح عليه الحركة المستقيمة و حكم الميلين واحد فاذا ثبت فى بعض ما يلائم هذا المكان صحة الحركة المستقيمة عليه وجب على كل ما يلائمها صحتها عليه فثبت أن كل كائن فاسد فانه يصح عليه الحركة المستقيمة و لنرجع الى شرح المتن أما قوله الجسم القابل للكون و الفساد له قبل أن يفسد الى جسم آخر يكون عنه مكان و بعده مكان لاستحقاق كل جسم مكانا بحسبه فقد علمت حقيقة الكون و الفساد و أيضا فالجسم اذا زالت عنه صورة و حدثت فيه صورة أخرى فانه يقال لهذا الثاني انه حدث عن الأول مثل أن الجسم اذا زالت عنه الصورة المائية و حدثت فيه الصورة الهوائية فانه يقال للهواء انه يكون عن الماء و يقال للماء انه فسد الى الهواء و اذا عرفت ذلك فللماء قبل أن يفسد الى الهواء الذي يكون عليه مكان و هو مكان الماء و بعد هذا الكون و الفساد مكان آخر و هو مكان الهواء و أما قوله و يكون احد المكانين خارجا عن الآخر فاعلم أن ذلك انما كان لاجل أنه ثبت أن المكان الواحد لا يستحقه جسمان و أما قوله فان كان حصول الصور الثانية له فى مكان غريب له بحسبها اقتضى ميلا مستقيما الى المكان الذي بحسبها معناه أن الصورة الهوائية ان حدثت فى الجسم حال كونه فى غير حيز الهواء فبعد حدوث الصورة الهوائية فيه كان غريبا عن حيز الهواء و كان قد زاحم الهواء لا محالة حتى أخرجه عن حيزه و لا شك أنه متى خرج ذلك المزاحم عن حيز الهواء فان الهواء يعود اليه يميل مستقيم فاذن الجسم الذي هو متمكن بالطبع فى حيز الهواء قابل للنقل المستقيم فالجسم الذي حدث الآن فيه أيضا يجب أن يكون قابلا للنقل المستقيم لان هذا الجسم ان كان مخالفا للجسم الأول كان المكان الواحد يستحقه جسمان مختلفان و ان كان ميلا للاول و الأول يصح عليه الحركة المستقيمة فهذا الجسم أيضا يصح الحركة المستقيمة عليه و يجب أن تعلم أنا انما فرضنا الكلام فى الماء و الهواء تفهيما لعبارة الكتاب بالمثال و الا فالبرهان مطرد فى الكل‌

(وهم و تنبيه [في إيراد الشك في وجوب الانتقال‌]

فان تشككت و قلت يكون ذلك المتكون لصيق الجسم الذي انتقل الى صورته بالكون فقد أوجدت لنوعيته أن يقع خارج مكانه فان اللصيق ليس هو المكان بل الجار)

الشرح‌ هذا الشك متوجه على المنفصلة التي بنى الحجة عليها و هى قوله حصول الصورة اما أن يكون فى مكانها الطبيعى أولا فى مكانها الطبيعى و ذلك أن يقال ان حصول تلك الصورة يكون فى موضع ملاصق لمكانه الملائم و الجواب عنه ظاهر لان موضع الملاصق ان كان موضعا يتحرك الجسم بطبعه اليه فهو المكان الملائم و ان كان يتحرك الجسم عنه بطبعه فهذا المكان هو غير الملائم و لا يمكن أن يكون بين هذين القسمين قسمة أخرى و بالحقيقة

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست