responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 197

و اما أن يقتضى علة خارجة عن الآحاد كلها هو الباقى)

التفسير قال رضى اللّه عنه و أرضاه لما قرر البرهان على الوجه الاجمالى شرح ذلك الوجه الاجمالى بهذا الوجه التفصيلى فنقول لو قدرنا استناد كل ممكن الى ممكن آخر لا الى نهاية لحصلت هناك جملة كل واحد منها معلول فنقول تلك الجملة اما أن تكون واجبة لذاتها أولا تكون و الأول باطل لان كل جملة فهى مفتقرة الى كل واحد من أجزائها و كل واحد من أجزائها غيرها فكل جملة فهى مفتقرة الى غيرها و كل ما افتقر الى الغير كان ممكنا لذاته فكل جملة ممكنة لذاتها و أيضا فهذه الجملة مفتقرة الى كل واحد من أجزائها و كل واحد من أجزائها ممكن و المفتقر الى الممكن أولى أن يكون ممكنا فثبت أن هذه الجملة ممكنة فهى اما أن تفتقر الى مؤثر أولا تفتقر و الثاني باطل و الا لكان الممكن غنيا عن المؤثر و لو كان الممكن غنيا عن المؤثر لما استند شي‌ء من الممكنات الى شي‌ء آخر و لو كان كذلك لكان التسلسل أيضا باطلا لانه انما يلزم لو افتقر كل ممكن الى سبب فثبت ان تلك الجملة مفتقرة الى مؤثر و ذلك المؤثر لا يخلو اما أن يكون هو ذلك المجموع و اما أن يكون سببا داخلا فيه و اما أن يكون سببا خارجا عنه و الأول محال لان ذلك المجموع هو نفس تلك الجملة و الشي‌ء الواحد من الاعتبار الواحد لا يكون مؤثرا فى نفسه و أما القسم الثاني فهو ينقسم الى أقسام ثلاثة لانه اما أن يكون المؤثر فى تلك الجملة كل واحد من آحادها و اما أن يكون العلة واحدا منها غير معين أو يكون العلة واحدا منها معينا و الأول باطل لان كل واحد واحد من آحادها غير مستقل بتحصيل الجملة و الثاني أيضا باطل لانا اذا قلنا العلة واحد منها لا على التعيين كان المعنى ان كل واحد منها مستقل بايجاد تلك الجملة وحده فرجع الى القسم الذي قبله و الثالث أيضا باطل لان كل واحد يفرض على التعيين فانه لا يكون علة لنفسه و لا لعلته و لا لعلة علته الى ما لا نهاية له و اذا كان كذلك لم يكن ذلك الواحد علة لبعض آحاد الجملة و ما لا يكون علة لبعض آحاد الجملة لا يكون علة للجملة و لما بطل هذا القسم ثبت افتقار هذه الجملة الى شي‌ء خارج و هذا آخر ما قررناه فى هذا الفصل و عبارة الكتاب غنية عن الشرح‌

(اشارة [في بيان أن ما هو الخارج عن سلسلة الممكنات إن كان علة لها لكان علة لواحد من الآحاد]

كل علة جملة هى غير شي‌ء من آحادها فهى علة اولا للآحاد ثم للجملة فلتكن الآحاد غير محتاجة اليها فالجملة اذا تمت بآحادها لم يحتج اليها بل ربما كان شي‌ء ما علة لبعض الآحاد دون البعض فلم يكن علة للجملة على الاطلاق)

التفسير انا انما أبطلنا القسم الثالث من أقسام القسم الثاني و هو ما يقال ان علة الجملة واحد منها معين ان قلنا انها ليست علة لبعض آحاد تلك الجملة و ما لا يكون علة لبعض آحاد الجملة لا يكون علة لتلك الجملة فهذه المقدمة لا بد لها من الدلالة فذكر فى هذا الفصل ما يدل عليها و هى أن كل ما كان علة لجملة فاما أن لا يكون علة لشي‌ء من أجزائها و اما أن يكون علة لبعض أجزائها دون البعض و اما أن يكون علة لجميع أجزائها فان لم يكن علة لشي‌ء من أجزائها استحال ان يكون علة لان جميع أجزائها اذا كان غنيا عن تلك العلة و متى حصل جميع أجزاء الشي‌ء كان حصول ذلك الشي‌ء واجبا فحينئذ يكون حصول ذلك الشي‌ء غنيا عن تلك العلة لا يقال لم لا يجوز أن تكون أجزاؤها غنيه باسرها عن العلة الا أن تلك الجملة لا تحصل الا عند اجتماع تلك الاجزاء و ذلك الاجتماع مفتقرة الى تلك العلة لانا نقول ذلك الاجتماع أجزاء ماهية ذلك المركب فاذا افتقرت فى ذلك الاجتماع الى تلك العلة لم تكن غنية عنها فى جميع أجزائها بل تكون مفتقرة اليها فى بعض أجزائها و هو تلك الهيئة الاجتماعية و أما القسم الثاني و هو أن يفتقر بعض أجزاء تلك الجملة الى العلة دون البعض فهذا جائز و لكن العلة بالحقيقة لا تكون علة لذلك المجموع بل لذلك الجزء فقط و أما القسم الثالث و هو أن تكون علة الجملة علة لجميع أجزائها فهو المقصود و ظهر حينئذ أن علة كل جملة فلا بدّ و أن تكون علة لجميع أجزائها

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست