responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 139

و أما ما هو فى ذاته برى عن الشوائب المادية و اللواحق الغريبة التي لا تلزم ماهيته عن ماهيته فهو معقول لذاته ليس يحتاج الى عمل يعمل به بعده لان يعقله ما من شأنه أن يعقله بل لعلة فى جانب ما من شأنه أن يعقله)

الشرح‌ لما تكلم فى أصل الادراك شرع بعده فى بيان أصناف الادراكات و بيان ذلك ان الشخص المعين اما أن يدرك بحيث يمنع نفس ادراكه من أن يكون معقولا على كثيرين أو يدرك بحيث لا يمنع نفس ادراكه من ذلك و الاوّل لا يخلو اما أن يتوقف حصول ذلك الادراك على وجود ذلك المدرك فى الخارج أو لا يتوقف فهذه أقسام ثلاثة أولها الادراك الذي يجتمع فيه الامران و هو أن يكون مانعا من الشركة و يكون متوقفا على وجود المدرك فى الخارج و هذا هو ادراك الحس فانى اذا أبصرت زيدا فالمبصر يمنع لذاته من أن يكون مشتركا فيه بين كثيرين و هذا الابصار لا يحصل الا عند حصول المدرك فى الخارج و ثانيها أن يحصل فيه أحد الوضعين دون الثاني فيكون مانعا من الشركة و لكنه لا يتوقف على الوجود الخارجى و هو التخيل فانى اذا شاهدت زيدا ثم غاب عنى فانى أتخيله على ما هو عليه من الشخصية فنفس ما تخيلته بمنع من الشركة و لكن هذا الادراك لا يتوقف على وجود المدرك فى الخارج فانه يمكننى أن أتخيله بعد عدمه و ثالثها أن يخلو عن الوضعين جميعا فلا يكون مانعا من الشركة و لا موقوفا على وجود المدرك فى الخارج و هو المسمى بالادراك العقلى فان قيل ادراك الوهم خارج عن هذا التقسيم قلنا تقسيمنا يتناول ادراك الاشخاص و الوهم غير متعلق بالاشخاص فلا يقدح فيما ذكرناه و اذا عرفت صحة الحصر و لنتكلم على كل واحد من هذه الاقسام فنقول أما الادراك الحسى و الخيال فانهما لا يتعلقان بالماهية الا عند كونها مقارنة لمادة معينة و لاعراض مشخصة و ذلك لان متعلقهما ان كان هو الماهية من غير قيد زائد كان متعلق كل واحد منهما أمرا لا يمنع نفس تصوره من الشركة و هذا هو القسم الثالث الذي سميناه بالادراك العقلى و ان كان هو الماهية مع‌

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست