responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 129

و له فروع و قوى منبثة فى اعضائك فاذا أحسست بشي‌ء من اعضائك شيأ أو تخيلت أو اشتهيت أو غضبت ألقت العلاقة التي بينه و بين هذه الفروع هيئة هو فيه حتى يفعل بالتكرار اذعانا ما بل عادة و خلقا يمكنان من هذا الجوهر المدبر تمكن الملكات و كما يقع بالعكس فانه كثيرا ما يبتدئ فيعرض فيه هيئة ما عقلية فتنقل العلاقة من تلك الهيئة أثرا الى الفروع ثم الى الاعضاء (تنبيه انظر انك اذا استشعرت جانب اللّه و فكرت فى جبروته كيف يقشعر جلدك و هذه الانفعالات و الملكات قد تكون أقوى و قد تكون أضعف و لو لا هذه الهيآت لما كان نفس بعض الناس بحسب العادة أسرع الى الهتك أو الى الاستشاطة غضبا من نفس بعض)

التفسير لما بين ان الشي‌ء الذي يشير كل واحد منا يقوله أنا و أنت ليس بجسم و لا مزاج جسم و لا ما يتبع المزاج و انه هو العلة لامتزاج العناصر و الحافظ لذلك الامتزاج ذكر ان ذلك الشي‌ء واحد و هذا ظاهر لا يحتاج فيه الى الحجة لان ذلك الشي‌ء هو هوية الانسان و كل واحد فانه يقطع بأنه شي‌ء واحد لا شيئان فانى أعلم بالضرورة انى لست شيئين بل شي‌ء واحد فلذلك لم يشتغل باقامة الحجة عليه و أما قوله و له فروع و قوى منبثة فذلك لاجل ان النفس لما كانت واحدة و الشي‌ء الواحد يستحيل أن يكون مبدأ للافاعيل المختلفة عند الشيخ ثم الى الافاعيل الحيوانية قد يقع فيها ما تكون متضادة فان الغضب يزاول ضد ما يزاوله الشهوة فاذن لا بد و أن يكون للنفس قوى و أن يكون للنفس مبدأ لها اذ لو كانت كل واحدة من تلك القوى مستقلة بنفسها لم يكن فعل بعضها مغاير الفعل الآخر فاما اذا كانت النفس مبدأ لتلك القوى و مستعملا لها كان اشتغال كل واحدة منها بفعلها مضاد او ممانعا لاشتغال الاخرى بفعلها و بيان ذلك أن النفس لما كانت مبدأ لتلك القوى كان بين النفس و بين تلك القوى علاقة السببية و المسببية و تلك العلاقة سبب لتأدى انفعالات تلك القوى الى النفس و تأدى انفعالات النفس الى تلك القوى أما الأول فكما اذا تعلقت القوة الحساسة أو الشهوانية أو الغضبية بمتعلقها و تأثرت عن ذلك المتعلق تأدت الآثار من تلك القوى الى النفس حتى يتمكن ذلك الاثر فى النفس و يصير عادة و خلقا و ملكة مستقرة و أما الثاني فكما اذا تفكرنا فى عظمة اللّه تبارك و تعالى حتى تأثرت النفس عنها فان ذلك الأثر يتأدى الى القوة المنبثة فى الاعضاء و يحصل بسبب ذلك فى الاعضاء آثار مخصوصة حتى يقشعر جلد الانسان قال صاحب الصحاح قف شعرى أى أقام من الفزع و اعلم أن الكلام فى هذه القوى و فى كيفية نزول الاثر من النفس اليها و صعوده منها الى النفس سيأتى بعد

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست