responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 127

شعور و ان لم يكن شبيها كان ضدا فعند اجتماعهما لا بد و ان تغير كيفية مزاج اللامس أعنى انه تزول الكيفية الاولى و تحصل كيفية اخرى و اذا كان كذلك فالشاعر بالملموس ليس هو الكيفية الزائلة فان المعدوم لا يدرك شيأ و لا الكيفية الحادثة لانها بالنسبة الى الملموس كالشبيه و الشي‌ء لا يحس بشبهه و لانها حال حدوثها لا تنفعل مرة أخرى و اذا لم تنفعل وجب أن لا يحصل الاحساس فهذه هو الاستدلال بالقوة المدركة على ان النفس ليست بمزاج و اما المأخذ الثاني و هو الاستدلال بحال المزاج على انه ليس هو النفس و الدليل عليه ان المزاج كيفية ثابتة للعناصر المختلطة و لكل عنصر حيز معين فاذا كل مركب فان أجزاءه مشتاقة بالطبع الى الافتراق فلا بدّ لاجتماعهما من جامع و ذلك الجامع ليس هو الكيفية بعد اجتماعها لان المزاج يحصل بعد اجتماع تلك الاخرى و الجامع لتلك الاجزاء سابق على اجتماعها و الشي‌ء لواحد لا يكون قبل و بعد فالنفس التي هى الجامعة لتلك الاجزاء غير المزاج الذي يحصل بعد اجتماعها فان قيل كما ان المزاج لا يحدث الا بعد اجتماع العناصر فالنفس لا تحدث و لا تفيض عن واهب الصور الا بعد حدوث المزاج فاذا لم يجز أن يكون المزاج علة لذلك الاجتماع فلأن لا يجوز أن يكون الجامع هو النفس مع ان النفس متأخرة فى الوجود عن وجود المزاج كان أولى فنقول الجامع لما فى النطفة من الاجزاء المختلفة الطبائع نفس الوالدين ثم انه يبقى ذلك المزاج فى تدبير نفس الام الى أن يستعد لقبول نفس من واهب الصور ثم انها تصير بعد ذلك حافظة لذلك الاجتماع الذي كان موجودا فنفس كل انسان حافظة لاجماع العناصر التي جمعها نفس الابوين ثم انها تكون جامعة لسائر الاجزاء بعد ذلك بطريق ايراد الغذاء و لقائل أن يقول اذا جوزتم ذلك فلم لا يجوز أن يكون الجامع لاجزاء بدن الولد مزاج الابوين ثم اذا اجتمعت تلك الاجزاء و حصل المزاج فحينئذ يكون ذلك المزاج حافظا لذلك الاجتماع و موردا عليه سائر الاجزاء بطريق الغذاء فثبت بهذه الوجوه ان النفس ليست هى الجسم و لا مزاج الجسم و لا ما يتبع مزاج الجسم من الاعراض بل هاهنا شي‌ء حافظ جامع لاجزاء العناصر متقدم على المزاج ثم انها قد تكون حالة فى الاجسام كما فى الحيوانات و قد لا تكون كما فى الانسان و ذلك نظر آخر و لنرجع الى شرح المتن اما قوله هو ذا يتحرك الحيوان بشي‌ء غير جسميته فاعلم ان المراد منه الدلالة على ان المحرك للانسان ليس هو جسمه و لا مزاج جسمه و أما قوله الذي يمانعه كثيرا فى حال حركته فى جهة حركته فهو اشارة الى الوجه الأول و هو حال الاعياء و أما قوله بل فى نفس حركته فهو اشارة الى الحجة الثانية و أما قوله و كذلك يدرك بغير جسميته و بغير مزاج جسميته الذي يمنع عن ادراك الشبيه و يستحيل عند لقاء الضد فكيف يلمس به فهو اشارة الى ما بينا من ان الجسم اذا القى الشبيه لم ينفعل عنه فلا يدركه و ان لقى الضد استحالت كيفيته و تغيرت و ما عدم استحال أن يكون آلة فى الادراك و أما قوله و لان المزاج واقع فيه بين الاضداد الى قوله و كيف لا يكون قبل ما بعده فهو الذي قررناه فى المأخذ الثاني و أما قوله و هذا الالتئام كلما يلحق الجامع الحافظ و هن أو عدم يتداعى الى الانفكاك فمعناه متى لحق النفس التي تجمع أولا اجزاء البدن التغذية و التنمية لم يحفظها ثابتا ضعف أو عدم فانه يزول ذلك الاجتماع و تتفرق تلك الاجزاء و اما قوله فاصل القوى المدركة و المحركة و الحافظة للمزاج شي‌ء آخر لك ان تسميه النفس و هذا هو الجوهر الذي يتصرف فى أجزاء بدنك ثم فى بدنك فمعناه ظاهر و انما قال يتصرف فى اجزاء بدنك لان المتعلق الأول للنفس عضو واحد و هو القلب ثم بواسطته يؤثر فى البدن‌

(المسألة الثالثة) فى وحدة النفس و كيفية تأثر البدن عنها و فيها فصل واحد

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست