نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 68
لواحد منهما طرف غير مباين
[1]؛ لأنّ كلّ نقطة فرضت غير مباينة عن الخطّ فإنّها تكون حالّة في
النّقطة المباينة. و الحالّ في المباين مباين، فإذن النقطة الّتى فرضت غير مباينة
عن الخطّ مباينة؛ هذا خلف. و إن لم تبق مباينة صارت حالّة في الخطّين، و على هذا
يكون الخطّان حالّين [2]
فى السطح، و السطح في الجسم، و الحالّ في الحالّ في شىء حالّ في ذلك الشّىء،
فإذن الهيولى حالّة في الجسم، و قد فرضناها مجرّدة
[3]؛ هذا خلف. فثبت أنّ النقطة لا يمكن أن تكون قائمة بذاتها.
و كذلك الخطّ لا يكون قائما بذاته، و إلّا لكان إذا وصل إليه طرفا
السطحين [4] لكان إمّا
[5] أن يحجب الخطّين الّلذين هما نهايتا السطحين عن التّلاقى، أو لا
يحجبهما؛ و يعود الكلام بعينه.
و كذلك السطح لا يمكن أن يكون قائما بذاته، و إلّا لكان إذا وصل إليه
سطحا جسمين [6] لكان إمّا أن يمنعهما عن التّلاقى، أو
لا يمنعهما.
فثبت بهذا أنّ النقطة و الخطّ و السطح لا توجد قائمة بذواتها. و عند
ذلك نقول: الهيولى يستحيل أن تكون نقطة، أو خطّا، أو سطحا، أو جسما. و كلّ مشار
إليه بالذّات فإنّه أحد هذه الأربعة.
فإذن الهيولى يستحيل أن تكون
[7] فى حدّ ذاتها مشار إليها. و في هذه الحجّة أبحاث تركناها اختيارا
للاختصار. و لنرجع إلى شرح المتن.
قوله: «هذا الحامل إنّما له الوضع من قبل
اقتران الصّورة الجسميّة به [8]»؛
فاعلم أنّ الوضع يقال بالاشتراك على معان؛ و المراد ههنا كون الشّىء
بحيث يمكن الإشارة إليه. و إذا عرفت ذلك فنقول:
المراد أنّ الهيولى أنّما يمكن
[9] الإشارة إليها لأجل الصّورة الجسميّة المقارنة لها.
فإن قيل: ذات [10] الهيولى من حيث هى هى إمّا أن يكون لها اختصاص بالحيّز، أو لا يكون.
فإن كان الأوّل كانت الهيولى هى الجسم نفسه، أو المقدار نفسه [11]. و إن كان الثّانى فعند حلول الجسميّة
فيها إمّا أن تبقى [12]
تلك الذّات، أو لا تبقى. فإن لم تبق لم تكن الصّورة الحالّة فيها حالّة فيها؛ لأنّ
الموجود لا يحلّ في المعدوم. و إن بقيت فتلك الذّات لا تكون مختصّة بالحيّز و
الجهة، فلا تكون