responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 657

و زلزلوا، أو هلكوا بوجه آخر، و دعا لهم فصرف عنهم الوباء و الموتان و السيل‌ [1] و الطّوفان. أو خشع‌ [2] لبعضهم سبع، أو لم ينفر عنه طير، أو مثل ذلك ممّا لا يأخذ في طريق الممتنع الصّريح. فتوقّف و لا تعجل، فإنّ لأمثال‌ [3] هذه أسبابا في أسرار الطّبيعة. و ربّما يتأتّى لى أن أقتصّ‌ [4] بعضها عليك.

التّفسير: عدّ في هذا الفصل أمورا كثيرة من‌ [5] خوارق العادات و لكنّها بأسرها متعلّقة بالتّصرّف فى العالم العنصرى. و ذكر أنّ لها أسبابا معلومة، و لم يذكر ألبتّة شيئا [6] يتعلّق بالأجرام الفلكيّة. فإنّ التّصرّف فيها بالتّغيير [7] عن مجاريها عنده محال‌.

[الفصل السادس و العشرون [فى أنّ الهيئات النّفسانيّة قد تكون مبادى لحدوث الحوادث في الأبدان مع كون النّفس مباينة لها. و الاستدلال عليه بوجوه و كذلك لا يستبعد أن يتمكّن بعض النّفوس من التّصرّف في عنصر هذا العالم‌]]

تذكرة [8] و تنبيه: أليس قد بان لك أنّ النّفس النّاطقة ليست علاقتها مع البدن علاقة انطباع، بل ضربا من العلائق‌ [9] أخر. و علمت أنّ تمكّن هيئة العقد [10] منها، و ما يتبعه‌ [11]، قد يتأدّى‌ [12] إلى بدنها مع مباينتها لها [13] بالجوهر. حتّى أنّ وهم الماشى على جذع معروض فوق فضاء يفعل‌ [14] فى إزلاقه ما لا يفعله و هم مثله، و الجذع على قرار. و يتبع أوهام النّاس تغيّر مزاج مدرّجا [15] أو دفعة، و ابتداء [16] أمراض أو إفراق منها. فلا تستبعدنّ‌ [17] أن يكون لبعض النّفوس ملكة يتعدّى تأثيرها بدنها، و تكون لقوّتها كأنّها نفس ما للعالم. و كما تؤثّر بكيفيّة مزاجيّة، تكون قد أثّرت بمبدأ لجميع‌ [18] ما عدّدته، إذ مباديها [19] هذه الكيفيّات لا سيّما في جرم صار أولى‌ [20] به لمناسبة تخصّه مع بدنه. لا سيّما و قد علمت أنّه ليس كلّ مسخّن بحارّ، و لا كلّ مبرّد ببارد. فلا تستنكرنّ‌ [21] أن تكون‌ [22] لبعض النّفوس هذه القوّة حتّى تفعل في أجرام أخر، تنفعل عنها انفعال بدنه. و لا تستنكرنّ أن تتعدّى عن قواها الخاصّة إلى قوى نفوس أخرى تفعل فيها. لا سيّما إذا كانت شحذت‌ [23] ملكتها بقهر قواها البدنيّة الّتى لها، فتقهر شهوة


[1] - السيل: السعير؛ و أمّا على الهامش: «السيل» س.

[2] - خشع: خضع مص.

[3] - فإنّ لأمثال: فإنّ مذهب الأمثال م.

[4] - اقتصّ: اقصّ مص.

[5] - من: فى مص.

[6] - شيئا: سببا مج.

[7] - بالتّغيير: بالتّعيّن ط.

[8] - تذكرة: على الهامش س.

[9] - العلائق: علائق مص.: العلاقة س.

[10] - العقد: العقل م، مص.

[11] - ما يتبعه: ما يتبعها س.: ممّا يتبعها مص.

[12] - يتأدّى: تتأتّى س.

[13] - لها: له م.

[14] - يفعل: يفعله مص.

[15] - مدرّجا: مدرّج س.: متدرّج م.

[16] - و ابتداء: أو ابتداء م.

[17] - فلا تسبعدنّ: فلا يستبعد م.

[18] - بمبدأ لجميع: لمبدأ جميع مص.

[19] - مباديها: مادّتها س.

[20] - أولى: أو م.

[21] - فلا تستنكرنّ: فلا تستنكر م.

[22] - تكون:- س.

[23] - شحذت:- مص.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست