نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 652
[الفصل التّاسع عشر [فى أنّ النّفس إذا كانت قويّة الجوهر لم يبعد
أن يقع لها هذا الخلس و الاتّصال بالعقول في حال اليقظة]]
إشارة: و إذا [1] كانت النّفس قويّة الجوهر تسع
[2] للجوانب المتجاذبة، لم يبعد أن يقع لها هذا الخلس [3] و الانتهاز في حال اليقظة. فربّما
نزل الأثر إلى الذّكر فوقف هناك. و ربّما استولى الأثر فأشرق في الخيال إشراقا واضحا،
و اغتصب الخيال لوح الحسّ المشترك إلى جهته
[4]، فرسم ما انتقش فيه منه؛ لا سيّما و النّفس النّاطقة مظاهرة له
غير صارفة [5] مثل ما قد يفعله التّوهّم في المرضى
و الممرورين، و هذا أولى. و إذا فعل هذا، صار الأثر مشاهدا مبصرا [6]، أو هتافا، أو غير ذلك. و ربّما
تمكّن مثالا موفور الهيئة، أو كلاما محصّل النظم؛ و ربّما كان في أجلّ أحوال
الزّينة.
التّفسير: و كما أنّ النّفس تتّصل عند النّوم بالعقول فتعقل [7] من هناك أمورا؛ ثمّ تركّب [8] المتخيّلة صورا مناسبة لها؛ ثمّ تنحدر [9] تلك الصّور إلى
[10] الحسّ [11]
المشترك، فقد يحصل مثل هذه الحالة في اليقظة إذا
[12] كانت النّفس قويّة وافية بالجانبين
[13] واسعة لهما، حتّى أنّ الإنسان حال اليقظة يتّصل نفسه بالعقول.
فأدركت [14] من هناك أمورا، ثمّ ركّبت المتخيّلة
صورا مناسبة لتلك التّعقّلات، ثمّ انحدرت تلك الصّور
[15] إلى لوح الحسّ المشترك فصارت مشاهدة
[16] محسوسة. فيحصل حينئذ أيضا صورة
[17] و سماع كلام، و إن لم يكن لشىء من ذلك وجود في الخارج.
[الفصل العشرون [فى بيان أقسام الصّور و الأصوات الّتى يرى و يسمع
حالتى النّوم و اليقظة و أحكامها]]
تنبيه: إنّ القوّة المتخيّلة جبلّت محاكية لكلّ ما يليها من هيئة
إدراكيّة، أو هيئة مزاجيّة سريعة التّنقّل من الشّىء
[18] إلى شبهه [19] أو إلى ضدّه، و بالجملة إلى ما هو
[20] منه بسبب. و للتّخصيص أسباب جزئيّة لا محالة و إن لم نحصّلها [21] نحن بأعيانها. و لو لم تكن هذه
القوّة على هذه الجبلّة لم يكن لنا ما نستعين به في انتقالات الفكر مستنتجا [22] للحدود الوسطى و ما يجرى مجراها
بوجه، و في تذكّر