نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 62
فإنّه يمكن أن يقال: الدّليل على أنّ الجسميّة لا توجد في غير مادّة
أنّ الجسميّة يلزمها [1]
التّناهى، فيلزمها الشّكل. و كلّ مشكّل [2] فإنّه يصحّ أن ينقسم. و كلّ ما كان كذلك فإنّه يصحّ عليه الاتّصال و
الانفصال.
فإذن لو وجدت الجسميّة لا في مادّة لصحّ
[3] الانفصال و الاتّصال عليها؛ و ذلك محال. فإذن وجودها لا في المادّة
محال [4]. فثبت أنّ هذا الكلام لو صحّ لكان
كافيا في إثبات المقصود، و حينئذ يصير الكلام المتقدّم حشوا.
[الفصل الثّالث عشر [فى الجواب عن ايراد أورده على الوجه الّذى به
ابطل القسم الأوّل من الأقسام الثّلاثة المذكورة في الفصل السابق و هو أنّ
الجسميّة لو اقتضت الشّكل المعيّن لزم أن يكون شكل جزئها مساويا لكلّها مع أنّ
الفلك ليس له هذه الوحدة في الشّكل]]
وهم و إشارة [5]: أو لعلّك تقول: و هذا أيضا يلزمك في أشياء أخر، فإنّ الجزء
المفروض من الفلك ليس له شكل الفلك؛ ثمّ نقول
[6]: إنّ الشّكل للفلك مقتضى طباعه، و طبع الجزء و طبع [7] الكلّ واحد. فنقول لك: إنّ الشّكل
حصل للفلك [8] عن طبيعة قوّة أوجبت لهيولاه تلك
الجرميّة [9]، و لم يكن ذلك لها عن نفسها أو عن
جرميّتها [10]؛ فلمّا وجب لها ذلك، وجب بايجاب ذلك
السبب أن لا يكون لما يفرض بعد ذلك جزءا ما للكلّ لكونه جزءا مفروضا بعد حصول صورة
الكلّ. فهذا له عن عارض و مانع، و بسبب مقارنة ما تقبل تلك الصّورة و تحملها [11] و يتجزّأ بها. و أمّا المقدار لو
انفرد و لم يكن هناك شىء يوجب شيئا إلّا طبيعة المقداريّة، و تلك الطبيعة هى
واحدة لم تصر كلّا و غير كلّ بحسب ذلك الفرض إلّا من نفسها، لا من علّة و لا من
مقارنة قابل، فلا يجب أن يستحقّ شيئا معيّنا ممّا تختلف فيه حتّى [12] نفس الكلّيّة [13]. فليس يمكن أن يقال ههنا: لحقها من
غيرها شىء بحسب إمكان و قوّة ما [14]، أو صلوح موضوع لحوقا سابقا، ثمّ تبع ذلك أن صار ما هو كالجزء
بحالة مخالفة.