التّفسير: ظعن: أى سار. و المعنى
[2] أنّه كان قبل ذلك بحيث لا تكون أحواله البدنيّة عند العروج كهى عند
الرّجوع. و أمّا الآن فإنّه يزول [3] ذلك التّفاوت، فيكون حال غيبته إلى اللّه تعالى كحال [4] عدم غيبته فيما يرجع إلى الحضور عند
الخلق.
[الفصل الرّابع عشر [فى أنّ العارف يتدرّج إلى حدّ يكون له هذه
المعارفة متى شاء]]
إشارة: و لعلّه إلى هذا الحدّ إنّما تتسنّى له هذه المعارفة
أحيانا، ثمّ يتدرّج إلى أن يكون له متى شاء.
[الفصل الخامس عشر [فى أنّ العارف يتقدّم إلى حدّ لا يتوقّف أمره
إلى مشيئة، بل كلّما لاحظ شيئا لاحظ الحقّ، فيسنح له تعريج عن عالم الزّور إلى
عالم الحقّ مستقرّ به. و هو اوّل درجات الوصول]]
إشارة: ثمّ إنّه ليتقدّم هذه الرّتبة، فلا يتوقّف أمره إلى [5] مشيئته، بل كلّما لاحظ شيئا لاحظ
غيره [6]، و إن لم تكن ملاحظته للاعتبار.
فيسنح له تعريج عن عالم الزّور [7] إلى عالم الحقّ مستقرّ [8] و يحتف حوله الغافلون.
التّفسير: قال المحقّقون من أصحاب هذه
[9] الطّريقة ما رأينا [10] شيئا إلّا و رأينا [11] اللّه بعده، فإذا [12] ترقّوا قليلا [13] قالوا: ما رأينا شيئا إلّا و رأينا اللّه معه. ثمّ ترقّوا فقالوا:
ما رأينا شيئا إلّا و رأينا اللّه قبله. ثمّ ترقّوا حتّى ما رأوا شيئا سوى اللّه.
و هذه الإشارة الغرض منها كمال الدّرجة الأولى من هذه الدّرجات الأربع [14].