نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 580
فإمّا أن يكونوا متّصفين [1] بالأخلاق [2]
الفاضلة، أو بالأخلاق الرّديئة، أو تكون نفوسهم
[3] خالية عن القسمين. فهذه أقسام ثلاثة؛ و لا بدّ من بيان أحكام [4] هذه الأقسام. و الشّيخ ذكر البعض دون
البعض لا على التّرتيب. و نحن نأتى على شرح ما ذكره إن شاء اللّه [5].
فنقول: مقصوده من هذا الفصل أنّ الخلل إمّا أن يكون واقعا في القوّة
النّظريّة، أو في القوّة العمليّة. فإن كان واقعا في القوّة النّظرية، فهذا يدخل
تحته [6] أقسام ثلاثة: أحدها، المقلّد. و
الثّانى، الجاهل. و الثّالث، الخالى عن العقائد. و هذه الأقسام الثّلاثة مشتركة في
حكم واحد و هو النّقصان الّذى [7] لا يمكن زواله، و لا يصير مجبورا ألبتّة. و أمّا إن كان الخلل واقعا
في القوّة العمليّة، و ذلك لأجل أنّه [8] حصل في النّفس أخلاق رديئة، فالعذاب الحاصل بسبب ذلك منقطع.
و لقائل أن يقول: النّفس بعد المفارقة إمّا أن يجوز تغيّر أحوالها،
أو لا يجوز. فإن جاز، فكيف قطعت بأنّ النّقصان الحاصل في القوّة [9] النّظريّة غير مجبور [10]. و إن لم يجز، فكيف قطعت بأنّ العذاب
الحاصل بسبب [11] الأخلاق الرّديئة منقطع. و إن ادّعيت
أنّ أحوالها الّتى لها بحسب القوّة النّظريّة لا تتغيّر، و أحوالها الّتى بحسب
القوّة العمليّة يمكن أن يتغيّر، فلم قلتم ذلك؟ و ما الدّلالة [12] على هذا
[13] الفرق.
[الفصل الثّالث عشر [فى أنّ النّقصان الحاصل بحسب القوّة
النّظريّة على وجهين و بيان حكم كلّ واحد منهما]]
تنبيه: و اعلم أنّ رذيلة النّقصان أنّما تتأذّى بها نفس شيقة [14] إلى الكمال. و ذلك الشّوق تابع
لتنبّه يفيده الاكتساب. و البله بجنبه [15] من هذا العذاب، و إنّما هو للجاحدين و المهملين و المعرضين عمّا
ألمع به إليهم من الحقّ. فالبلاهة أدنى إلى الخلاص من فطانة بتراء [16].
التّفسير: لمّا بيّن في الفصل المتقدّم أنّ النّقصان الحاصل [17] بحسب القوّة النظريّة غير مجبور،