نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 525
و أمّا قوله: «لأنّها إنّما [1] تتعقّل بحصول
[2] صورة المتعقّل [3] لها [4]»
؛ فالمراد منه الدّلالة على تلك الشّرطيّة، و بناء تلك الدّلالة على
أنّ التّعقّل لا يكون إلّا لحصول صورة [5] المعقول للعاقل [6].
و أمّا قوله: «فإن استأنفت تعقّلا
بعد ما لم يكن»
؛ إلى قوله: «و قد سبق [7] بيان [8]
فساد هذا»؛ فالمراد منه [9]
أنّ القوّة العاقلة لو عقلت ذلك الجسم بعد أن لم تعقله، فلا بدّ و أن يكون ذلك [10] بحصول صورة
[11] مساوية لذلك الجسم في القوّة العاقلة. و تلك الصّورة [12] لا بدّ و أن تكون مغايرة لذلك الجسم [13]، لأنّ ذلك الجسم قد كان موجودا قبل
حدوث هذه الصّورة [14]. و كلّ ما كان موجودا قبل وجود [15] غيره فهما متغايران. و حينئذ يلزم [16] اجتماع المثلين؛ و هو محال.
و أمّا قوله: «فإذن [17] هذه الصّورة الّتى بها تصير القوّة
المتعقّلة متعقّلة»
إلى آخره؛ فالمراد منه أنّ تعقّل
[18] هذه القوّة لذلك الجسم لا يكون إلّا نفس حضور ذلك الجسم عندها. فإن
كفى هذا [19] الحضور
[20] فى التّعقّل وجب حصول [21] التّعقّل أبدا [22]. و إن لم يكف وجب أن لا يحصل أبدا كما مرّ تقريره.
[الفصل السادس [فى بيان بقاء النّفس بعد موت البدن]]
تكملة لهذه الإشارات [23]: فاعلم من هذا أنّ الجوهر العاقل مثاله أن يعقل بذاته [24]. و لأنّه أصل فلن يكون مركّبا من
قوّة قابلة للفساد مقارنة لقوّة الثّبات. فإن أخذت لا على أنّها أصل، بل كالمركّب
من شىء كالهيولى و شىء كالصّورة عمدنا [25] بالكلام نحو الأصل من جزئيه. و الأعراض وجودها فى موضوعها [26]، فقوّة فسادها و حدوثها هى [27] فى موضوعاتها
[28]، فلم يجتمع فيها [29] تركيب. و إذا كان