نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 521
و معلوم أنّه ليس في [1] شىء ممّا ذكرتموها ما [2] يبطل هذا الاحتمال. فظهر أنّ الّذى ذكروه كلام خطابىّ لا برهانىّ.
[الفصل الخامس [فى بيان الدّليل الرّابع على تجرّد القوّة العاقلة
و هو: أنّها لو كانت منطبعة في جسم لكانت إمّا دائمة التّعقّل لذلك الجسم أو لا
تكون مدركة له دائما، مع أنّها مدركة له في بعض الأوقات دون البعض]]
زيادة تبصرة: لو كانت القوّة العقليّة
[3] منطبعة في جسم من قلب أو دماغ لكانت دائمة التّعقّل له، أو كانت
لا تتعقّله [4] ألبتّة، لأنّها [5] إنّما تتعقّل بحصول صورة المتعقّل
لها. فإن استأنفت تعقّلا بعد ما لم يكن، فيكون قد حصل لها
[6] صورة المتعقّل بعد ما لم يكن لها. و لأنّها مادّية فيلزم أن يكون
ما يحصل لها [7] من صورة المتعقّل من مادّته موجودا
في مادّته أيضا. و لأنّ حصوله متجدّد فهو غير الصّورة الّتى لم تزل له في مادّته
لمادّته [8] بالعدد. فيكون قد حصل في مادّة
واحدة مكنوفة بأعراض بأعيانها صورتان لشىء واحد معا، و قد سبق بيان فساد هذا.
فإذن هذه الصّورة، التّى بها تصير القوّة المتعقّلة
[9] متعقّلة لآلتها، تكون الصّورة الّتى للشّىء الّذى فيه القوّة
المتعقّلة. و القوّة المتعقّلة مقارنة لها دائما. فإمّا أن تكون تلك المقارنة توجب
التّعقّل دائما؛ أو [10]
لا يحتمل التّعقّل أصلا. و ليس و لا واحد من الأمرين بصحيح.
التّفسير: هذه حجّة رابعة على أنّ القوّة العاقلة غير حالّة في الجسم
أصلا، و سمّاها في كتاب الشّفاء و النّجاة بالبرهان العظيم. و تقريرها أنّ القوّة
العاقلة لو كانت حالّة في جسم [11]، لكانت إمّا أن تكون مدركة لذلك الجسم دائما، أو لا تكون مدركة له [12] دائما. لكن التّالى باطل، لأنّها
مدركة له [13] فى بعض الأوقات دون البعض [14]. فالمقدّم باطل، و هو كون القوّة
العاقلة جسمانيّة.
بيان [15]
الشّرطيّة أنّ القوّة العاقلة بتقدير كونها حالّة في قلب أو دماغ لو أدركت [16] ذلك
[17] الجسم، لكان ذلك الإدراك و العلم لأجل حضور صورة المعلوم عند القوّة
المدركة. ثمّ لا يخلو إمّا