[الفصل الخامس عشر [فى بيان أنّ القوى لا يلحقها النّهاية و
اللّانهاية بالذات بل بحسب أمور أخر]]
تنبيه: القوّة قد تكون على أعمال متناهية، مثل تحريك القوّة الّتى
في المدرة [4]. و قد تكون على أعمال غير متناهية،
مثل تحريك القوّة الّتى للسّماء. ثمّ تسمّى الأولى متناهية، و الأخرى غير متناهية،
و إن كانا يقالان لغير هذين [5] المعنيين.
التّفسير [6]:
لا شىء من القوى بكمّ بالذّات، و كلّ نهاية و لا نهاية فإنّما [7] يلحق الكمّ بالذّات، فلا شىء من
القوى يلحقه النّهاية و [8]
اللّانهاية بالذّات. فإذا قلنا: للقوّة [9] أنّها متناهية أو غير متناهية؛ لم نقل ذلك لها
[10] بحسب ذاتها [11]، بل [12]
بحسب أمور أخر، منها [13]
متعلّقاتها [14]. فإنّ القوّة إن كانت قويّة على أفعال
غير متناهية في المدّة أو العدد [15]، قيل لها: إنّها قوّة غير متناهية كالقوّة القويّة على تحريك
السماء. و إن كانت قويّة [16]
على أفعال متناهية فقط، قيل لها قوّة متناهية كالقوّة القويّة على تحريك أبداننا.
فهذا هو الاصطلاح الأشهر في قولنا للقوّة: أنّها متناهية أو غير متناهية. و قد
يقال: أيضا لغير هذين المعنيين إمّا بسبب المحلّ، أو الحالّ، أو ما يحلّ في
محلّها. و هى أقسام ثلاثة سوى ما ذكرنا أنّه
[17] هو المشهور.
[الفصل السادس عشر [فى بيان أنّ الحركة الحافظة للزّمان ليست إلّا
المستديرة]]
إشارة: الحركات الّتى تفعل حدودا و نقطا هى الّتى يقع بها الوصول و
البلوغ عن محرّك [18]