نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 445
و لمّا ثبت أنّ المبدأ [1] المحرّك للسّماء لا يجوز أن يكون إرادة عقليّة صرفة، ثبت أنّها
إرادة نفسانيّة. ثمّ [2]
تلك النّفس يحتمل أن تكون صاحب إرادة جزئيّة، و أن
[3] تكون صاحب إرادة كلّيّة، و فيه سرّ. و ذلك السرّ هو القطع بإثباتهما
معا، أى للفلك نفس ناطقة مفارقة، و نفس أخرى
[4] نسبتها إلى جرم الفلك نسبة النّفس الحيوانيّة الّتى لنا إلينا [5].
[الفصل الحادى عشر [فى بيان الغرض من الحركة السماويّة]]
إشارة و تنبيه: و لا يمكن أن يقال: إنّ تحريكها للسّماء لداع
شهوانىّ، أو غضبىّ؛ بل يجب أن يكون أشبه بحركاتنا عن عقلنا العملىّ. و لا بدّ و أن
يكون لمعشوق [6] و مختار: إمّا لينال ذاته و حاله،
أو لينال ما يشبههما. و لو كان للأوّل لوقف إذا نيل
[7]، أو طلب المحال [8]. و كذلك لو كان لطلب نيل [9] الشبه من حيث يستقرّ. فهو لنيل شبه لا يستقرّ. فلا [10] ينال بكماله إلّا على تعاقب يشبه [11] المنقطع بالدّائم.
و ذلك إذا كان المتبدّل بالعدد يستبقى نوعه بالتّعاقب، و يكون كلّ
عدد يفرض لما هو [12] بالقوّة
[13] يكون له خروج بالفعل لا محالة، و لنوعه أو لصنفه حفظ بالتّعاقب.
فيكون المتشوّق متشبّها ما [14] بالأمور الّتى بالفعل، من حيث برائتها عن القوّة، راشحا عنه الخير
الفائض من حيث هو تشبّه بالعالى، لا من حيث هو إفاضة
[15] على السافل. و مبدأ ذلك في أحوال الوضع الّتى هى هيئات فيّاضة، و
إنّما يجرى ما بالقوّة فيها مجرى الفعل [16] بما يمكن من التّعاقب.
التّفسير [17]:
لمّا بيّن أنّ مبدأ الحركة الفلكيّة إرادة نفسانيّة، لا عقليّة، شرع في هذا الفصل
في بيان الغرض من تلك الحركة. فقال: «و [18] لا يمكن أن يقال [19]: تحريكها للسّماء لداع شهوانىّ، أو غضبىّ». و اعلم أنّ الدّلالة على
ذلك من وجهين:
الأوّل؛ أنّ [20] المشتهى هو الذى يكون ملائما لصاحب الشّهوة، أى يكون سببا لكمال
حاله. و