نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 443
المسئلة الثّانية[1] فى الطّرق[2] الدّالّة على وجود العقول المفارقة
و هى أربع طرق [3]. و المراد من العقل [4] موجود ليس بجسم، و لا حالّ في الجسم، و لا يكون له تعلّق بشىء من
الأجسام بالتّدبير، بل يكون جميع كمالاته الممكنة له حاضرة بالفعل [5].
الطريقة الأولى التّمسّك بكون حركات الأفلاك شوقيّة تشبيهيّة[6]
و تمام تقرير هذه الطّريقة مذكور في خمسة فصول [7].
[الفصل العاشر [فى أنّ المبدأ المحرّك للسّماء إرادة نفسانيّة]]
تنبيه: قد تبيّن لك أنّ الحركات السماويّة قد تتعلّق بإرادة ما [8] كلّيّة، و بإرادة جزئيّة. و تعلم
أنّ مبدأ الإرادة الكلّيّة المطلقة الأولى يجب أن يكون ذاتا عقليّة مفارقة. فإن
كانت مستكملة الجوهر بفضيلتها [9]، لم يصحبها فقر، فكانت إرادة
[10] ممّا يشبه العناية المذكورة. و أنت تعلم أنّ المراد الكلّى ليس
ممّا يتجدّد و يتصرّم على انقطاع، أو على اتّصال، بل إمّا أن يكون محصّل الطّبيعة،
أو معدومها. و الأمور الدّائمة لا يجوز أن يقال: لم يزل شىء لها مفقودا ثمّ حصل.
و لا يجوز أيضا أن يقال: لم يزل حاصلا، و هو مطلوب. بل كلّ
[11] كمالاتها حاضرة حقيقيّة [12]، ليست جزئيّة، و لا ظنّيّة [13]، و لا تخيّليّة [14]. و ليست نسب [15] أمثال ما ذكرناه إلى الأجسام السماوية نسب
[16] نفوسنا إلى أجسامنا في أن يحصل منها