نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 440
متفضّلا أو مستحقّا للمدح. فما جلّ عن ذلك، ففعله أجلّ من [1] الحركة و الإرادة.
التّفسير [2]:
لمّا أقام الدلالة على أنّ كلّ من قصد إلى فعل فإنّه
[3] لا بدّ و أن يكون له فيه غرض، سواء كان ذلك الفاعل [4] متحرّكا، أو لم يكن؛ فما [5] استحال أن يكون له غرض استحال أن [6] يكون له فعل
[7] بالإرادة [8]؛
لأنّ استثناء نقيض التّالى ينتج لا محالة نقيض المقدّم.
[الفصل الثّامن [فى أنّ حسن الفعل لا مدخل له في أن يختاره
الغنىّ]]
وهم و تنبيه: اعلم أنّ ما يقال: من
[9] أنّ فعل الخير واجب حسن في نفسه؛ شىء لا مدخل له فى أن يختاره
الغنىّ إلّا أن يكون الإتيان بذلك الحسن ينزّهه و يمجّده و يزكّيه، و يكون تركه
ينقص منه، و يثلمه. و كلّ هذا [10] ضدّ الغنىّ.
التّفسير: تقرير هذا السؤال أن يقال: لم لا يجوز أن يقال: المريد
اختار إيجاد ذلك الشّىء لا لغرض عائد إليه، و لا لغرض عائد
[11] إلى غيره، بل لأنّ ذلك الشّىء في نفسه على صفة لأجلها يجب على
الحكيم إيجاده؟
و الجواب: هب [12] أنّ ذلك الفعل في نفسه كذلك، و لكنّه محال
[13] لو أتى به الفاعل المختار لكان فاعلا للأحسن الأليق [14]، و لو لم يأت به لم يكن كذلك. فحينئذ
يكون الفاعل مستفيدا بفعله كمالا و دفع نقص
[15]، و حينئذ يعود الإلزام.
[الفصل التّاسع [فى تفسير عناية اللّه تعالى بالمخلوقات]]
إشارة: لا تجد إن طلبت مخلصا إلّا أن تقول: إنّ تمثّل النّظام
الكلّى في العلم السابق، مع وقته الواجب اللّائق، يفيض منه ذلك النّظام على ترتيبه
في [16] تفاصيله معقولا فيضانه. و ذلك هو
العناية.