نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 389
[الفصل الثّانى [فى تحقيق معنى الوجود بعد العدم و تعيين الشّىء
المتعلّق بالفاعل]]
تنبيه [1]:
يجب علينا أن نحلّل معنى قولنا: صنع و فعل و أوجد؛ إلى الأجزاء البسيطة من مفهومه،
و نحذف منه ما دخوله في الغرض [2] دخول عرضىّ.
فنقول: إذا كان شىء من الأشياء معدوما، ثمّ إذا هو موجود بعد
العدم بسبب شىء ما، فإنّا نقول له: مفعول. و لا نبالى الآن كان أحدهما محمولا
عليه الآخر: مساويا [3]،
أو أعمّ، أو أخصّ، حتّى يحتاج مثلا إلى أن يزاد فيقال: موجود بعد العدم بسبب ذلك
الشّىء، بتحرّك من الشّىء، و مباشرة، و بآلة، و بقصد إختيارىّ، أو غيره، أو
بطبع، أو تولّد [4]، أو غير ذلك، أو بشىء من مقابلات
هذه؛ فلسنا نلتفت الآن إلى ذلك. على أنّ الحقّ أنّ هذه أمور زائدة على كون الشّىء
مفعولا. و الّذى يقابله و يكون بسببه فإنّا نقول له: فاعل.
و الدّليل على هذه المساواة أنّه لو قال قائل: فعل بآلة، أو بحركة،
أو بقصد، أو بطبع [5]، لم يكن أورد شيئا ينقض كون الفعل
فعلا، أو يتضمّن تكريرا في المفهوم. أمّا النّقض: فمثلا لو كان مفهوم الفعل يمنع
عن [6] أن يكون بالطبع [7]. و أمّا التّكرير: فمثلا لو كان
مفهوم الفعل يدخل فيه الاختيار، فإذا قال: فعل بالاختيار، كان [8] كأنّه قال: إنسان حيوان.
فإذا كان مفهوم الفعل هذا، أو كان بعض مفهوم الفعل، فليس يضرّنا
ذلك في غرضنا. ففى مفهوم الفعل وجود و عدم، و كون ذلك الوجود بعد العدم، كأنّه صفة
لذلك الوجود محمولة عليه.
فأمّا العدم فلن [9] يتعلّق بفاعل وجود المفعول. و أمّا كون هذا الوجود موصوفا بأنّه
بعد العدم فليس لفعل [10]
فاعل و لا جعل جاعل [11]،
إذ هذا الوجود لمثل هذا الجائز العدم لا يمكن أن يكون إلّا بعد العدم. فبقى أن
يكون تعلّقه من حيث هو هذا الوجود: إمّا وجود ما ليس بواجب الوجود، و إمّا وجود ما
يجب أن [12] يسبق وجوده العدم.
التّفسير: الشّىء إذا وجد بعد عدمه بعديّة زمانيّة ففيه بحثان:
أحدهما لفظىّ، و الآخر معنوىّ.