نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 339
الضّرورة في امتناع [1] هذا النّوع من الموجودات. و هذا هو تمام الغرض لأنّه ليس الغرض من
هذا الفصل إثبات الموجودات المجرّدة [2]، بل الغرض إبطال قول من ادّعى الضّرورة في امتناع وجودها، و قد حصل
هذا الغرض.
الفصل الثّانى [فى بيان أنّ الحال في كلّ واحد من الأعضاء و
الأجزاء كالحال في الإنسان نفسه فى كونه طبيعة معقولة غير محسوسة]]
وهم و تنبيه: و لعلّ قائلا منهم يقول
[3]: إنّ الإنسان مثلا إنّما هو إنسان، من حيث له أعضاؤه [4] من يد و عين و حاجب و غير ذلك، و من
حيث هو كذلك فهو محسوس. فننبّهه و نقول [5]: إنّ الحال فى كلّ عضو ممّا ذكرته أو تركته كالحال في الإنسان
نفسه.
التّفسير: توجيه هذا السؤال أن يقال: إنّكم ذكرتم أنّ القدر المشترك
من [6] الإنسانيّة بين زيد و عمرو و غيرهما
أمر مجرّد عن جميع اللّواحق، و هذا ممنوع. بل القدر المشترك بينهما أن يكون هيكلا
مركّبا من أعضاء مخصوصة كاليد و الرّجل و غيرهما، و كلّ واحد من هذه الأعضاء [7] محسوس.
و أجاب عنه: بأنّ الحجّة الّتى ذكرناها في الأشخاص الإنسانيّة قائمة
بعينها في كلّ واحد من هذه الأعضاء؛ فإنّ اليد الّتى لزيد و لعمرو مشترك في كونها
يدا، و متباينة بخصوصيّاتها [8]، و حينئذ تعود [9] الحجّة بتمامها في هذه الأعضاء.
الفصل الثّالث [فى بيان أنّ في الموجودات المحسوسة امورا غير
محسوسة. فكيف يمكن الاستبعاد من وجود موجودات لا تعلّق لها بالمحسوسات أصلا؟]]
تنبيه: إنّه لو كان كلّ موجود بحيث يدخل في الوهم و الحسّ، لكان
الحسّ و الوهم يدخلان [10] فى الحسّ و الوهم، و لكان العقل الّذى هو الحكم الحقّ يدخل في
الوهم. و من بعد هذه الأصول، فليس شىء [11] من العشق و الخجل و الوجل و الغضب و الشّجاعة و الجبن ممّا يدخل
في الحسّ