نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 332
الفلانى ينبغى أن يفعل، ثمّ يتبع هذا الحكم الكلّىّ حكم آخر جزئىّ،
ثمّ يتبع ذلك الحكم الجزئىّ شوق جزئىّ، فتنبعث القوّة المحرّكة إلى إيجاد حركات
جزئيّة. فيكون السبب الأوّل لهذه الأفعال الجزئيّة تلك الإرادة [1] الكلّيّة، و لكنّها ما كانت [2] كافية، بل لا بدّ معها من الإرادة [3] الجزئيّة.
و لقائل أن يقول: لا نزاع أنّه لا بدّ من إرادة حصول حركة جزئيّة، و
لكنّ هذه الإرادة أيضا كلّيّة لأنّ الحركة الجزئيّة طبيعة كلّيّة لأنّه يصحّ [4] فيها أن تكون مقولة [5] على كثيرين مختلفين بالعدد، فإنّ كلّ
حركة شخصيّة فهى جزئيّة. فالحركة الجزئيّة تتناول كلّ واحد واحد [6] منها، فيكون هذا المفهوم كلّيّا.
فإرادته تكون إرادة للكلّى لا للجزئى، بل إرادة الجزئى لا يمكن أن تكون مؤثّرة،
لأنّ إرادة الجزئى نسبة خاصّة [7] للإرادة إلى الجزئى، و النّسبة متأخّرة عن المنسوبين. فتعلّق
الإرادة بذلك [8] الجزئى متأخّر عن ذلك الجزئى، و
المتأخّر عن الشّىء يستحيل أن يكون مؤثّرا فيه.
الفصل الثّلاثون [فى أنّ الفاعل بالإرادة لا يريد فعلا إلّا إذا
علم أو ظنّ أو اعتقد أنّ ذلك الفعل أولى له من عدمه و دفع الاشكالات عن هذه
القاعدة]]
موعد و تنبيه: أمّا الشّىء
[9] الّذى يتشوّقه الجرم الأوّل في حركته الإراديّة فموعد بيانه بعد
ما نحن فيه. إلّا أنّك يجب أن تعلم أنّه لن يتحرّك متحرّك إرادىّ إلّا لطلب شىء
أن يكون [10] للطّالب أولى و أحسن من أن لا يكون:
إمّا بالحقيقة، و إمّا بالظّنّ، و إمّا بالتّخيّل العبثى؛ فإنّ فيه ضربا خفيّا [11] من طلب
[12] اللذّة. و الساهى و النّائم إنّما يفعل و هو يتخيّل لذّة ما [13]، أو تبديل
[14] حال ما مملولة أو إزالة وصب مّا. فإنّ النائم يتخيّل و أعضاؤه
أيضا قد تطيع تحريكه عن تخيّله لا سيّما في حالة تكون بين النّوم و اليقظة، أو في
الشّىء الضّرورى كالتّنفّس [15]، أو في الشّىء الّذى يصير كالضّرورى كمن يرى [16] فى منامه شيئا [17] مخيفا
[18] جدّا أو حبيبا [19] جدّا، فربّما انزعج [20] للهرب أو للطّرب. [21] و اعلم أنّ التّخيّل شىء؛ و الشّعور بالتّخيّل، أنّه هو ذا
يتخيّل، شىء؛ و انحفاظ ذلك الشّعور في الذّكر شىء؛ و