[الفصل الخامس و العشرون [فى بيان مراتب الحركات الاختياريّة و
مباديها]]
إشارة: و أمّا الحركات الاختياريّة فهى أشدّ نفسانيّة، و لها مبدأ
عازم مجمّع [4]، مذعنا و منفعلا عن خيال أو و هم أو
عقل، تنبعث منها قوّة غضبيّة دافعة للضّارّ، أو قوّة شهوانيّة جالبة للضّرورى [5] أو النّافع الحيوانيّين، فيطيع ذلك
ما انبثّ في العضل [6]
من القوى المحرّكة الخادمة لتلك [7] الآمرة.
التّفسير: مراتب الحركات [8] الاختيارية [9] أربع: فإنّ الإنسان إذا عقل أو توهّم أو تخيّل أمرا من الأمور، فإن
كان ذلك الأمر [10] نافعا أو
[11] لذيذا [12]
إمّا [13] بحسب الأمر في نفسه [14] أو في اعتقاده، انبعثت الشّهوة حينئذ،
و هى قوّة جالبة [15]
للنّفع [16]. و إن كان
[17] ضارّا أو مؤلما إمّا بحسب الأمر في نفسه
[18] أو في اعتقاده، انبعث [19] الغضب، و هو قوّة دافعة للمؤذى. ثمّ يتبع أيّهما كان، أعنى الشّهوة [20] و الغضب
[21]، حصول إجماع و عزم متأكّد من غير فتور و لا تردّد. ثمّ يتبع ذلك
الإجماع تحريك القوى المبثوتة فى العضلات لتلك الأعضاء، و بواسطتها تتحرّك الآلات [22]. فأقرب المحرّكات القوّة العضليّة، و
يليه الإجماع [23] و العزم، و يليه الشّهوة و الغضب، و
يليه التّعقّل أو التّخيّل أو التّوهّم. و للنّاس في كلّ