responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 308

[الفصل العشرون [فى إبطال الشّكّ على ما قاله في الفصل السابق بأنّ المجرّد متى قارنه غيره، وجب أن يصير عاقلا لذلك الغير]]

وهم و تنبيه: و لعلّك تقول: إنّ الصّورة المادّية في القوام إذا جرّدت‌ [1] فى العقل، زال عنها المعنى‌ [2] المانع، فما بالها لا ينسب إليها أنّها تعقل؟ فجوابك: لأنّها ليست مستقلّة بقوامها، قابلة لما يحلّها من المعانى المعقولة، بل أمثالها إنّما تقارنها معان معقولة ترتسم بها لا هى، بل القابل لهما جميعا، و ليس أحدهما أولى بأن يكون مرتسما بالآخر [3] من الآخر به. و مقارنتهما [4] غير مقارنة الصّورة و المتصوّر. و أمّا وجودها [5] الخارج‌ [6] فمادّى. لكنّ المعنى الّذى كلامنا فيه جوهر مستقلّ بقوامه على حسب ما فرضناه، إذا قارنه معنى معقول، كان له بالإمكان جعله متصوّرا.

التّفسير: هذا شكّ أورده على قوله: الشّى‌ء [7] المجرّد متى قارنه‌ [8] غيره، وجب أن يصير عاقلا لذلك الغير [9]. و تقرير الشّك هو أنّ الصّور العقليّة المجتمعة في العقل كلّ‌ [10] واحدة منها صورة مجرّدة مقارنة للأخرى، مع أنّ شيئا منها لا يعقل الأخرى. بل العاقل لها هو الجوهر الّذى هو محلّ لها.

فبطل قولكم التّعقّل‌ [11] هو المقارنة.

و أجاب عنه: بأنّ كلّ واحد من الصّور ليس مستقلّا في الوجود و لا قائما بنفسه‌ [12]. فإذا كان كذلك، لم يكن شى‌ء منها قابلا للصّورة المجرّدة المقارنة [13] لها. بل أمثال هذه الصّور إذا قارنتها صورة أخرى فإنّه لا يرتسم واحدة منها بالأخرى، إذ ليس ارتسام البعض بالبعض أولى من العكس. فلزم‌ [14] أن يكون كلّ واحدة منها مرتسمة بالأخرى، فيكون كلّ واحدة منها حالّة في الأخرى و محلّا لها؛ و هو محال. أو لا يرتسم و لا واحدة [15] بالأخرى‌ [16]، و هو المطلوب. بل الحقّ أنّ المرتسم بها بأسرها هو المحلّ‌ [17] القابل لها. فثبت أنّ تلك الماهيّات متى كانت صورا موجودة في العقل فإنّه لا يرتسم و لا واحدة [18] منها بالأخرى‌ [19]، فلا جرم لم يكن شى‌ء منها عاقلا للأخرى‌ [20]. و أمّا إذا وجدت تلك الماهيّة فى الخارج قائمة بذاتها مستقلّة بنفسها، فحينئذ يمكن أن تكون محلّا لما يقارنها، فلا جرم يكون عاقلا


[1] - جرّدت: تجرّدت ط.

[2] - المعنى:- مج.

[3] - بالآخر: فى الآخر مص.

[4] - مقارنتهما: مقارنتها س، م.

[5] - وجودها: وجودهما م.

[6] - الخارج: فى الخارج مص.

[7] - الشّى‌ء: للشّى‌ء ط، م.

[8] - قارنه: فارقه مج.

[9] - الغير:+ المجتمعة ط.

[10] - كلّ: كان مص.

[11] - التّعقّل: العقل م، مج.

[12] - بنفسه: بالنّفس ط، م.

[13] - المقارنة:- مج.

[14] - فلزم: يلزم مج.: فيلزم ط، م.

[15] - و لا واحدة: واحدة مص.

[16] - بالأخرى: فى الأخرى م.

[17] - المحلّ:- ط.: العقل م، لكن على الهامش صحّح على: المحلّ.

[18] - و لا واحدة: واحدة مص.

[19] - بالأخرى: فى الأخرى م.

[20] - للأخرى: على الهامش س.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست