نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 275
[الفصل الثّالث عشر [فى إثبات العقل الفعّال]]
إشارة: فإن اشتهيت أن تزداد في الاستبصار فاعلم أنّك سيبيّن [1] لك أنّ المرتسم بالصّورة المعقولة
منّا شىء غير جسم و لا في جسم، و أنّ المرتسم بالصّورة
[2] الّتى قبلها قوّة في جسم أو جسم.
و أنت تعلم أنّ شعور القوّة بما تدركه هو ارتسام صورته فيها. و أنّ
الصّورة إذا كانت حاصلة في القوّة لم تغب عنها القوّة. أرأيت [3] القوّة إن غابت عنها، ثمّ عاودتها و
التفتت إليها، هل يكون قد حدث هناك غير تمثّلها فيها؟ فيجب إذن أن تكون الصّورة
المغيب عنها قد زالت عن القوّة المدركة زوالا مّا.
أمّا في [4] القوّة الوهميّة الّتى في الحيوان فقد يجوز أن يقع هذا الزّوال
على وجهين: أحدهما؛ أن تزول عنها و عن قوّة أخرى إن كانت كالخزانة لها. و الثّانى؛
أن تزول عنها و تنحفظ [5]
فى قوّة أخرى هى لها كالخزانة. [6] و في الوجه الأوّل لا تعود للوهم
[7] إلّا بتجشّم كسب جديد، و في الوجه الثّانى قد تعود و تلوح له من [8] مطالعة الخزانة و الالتفات إليها من
غير تجشّم كسب جديد.
و مثل هذا قد يمكن في الصّور
[9] الخياليّة المستحفظة في قوى جسمانيّة، فيجوز أن يكون الخزن لها
منّا في عضو أو في قوّة عضو، و الذّهول عنها لقوّة
[10] فى عضو آخر، لاحتمال أجسامنا و قوى أجسامنا التّجزّى. و لعلّه لا
يجوز فيما ليس جسمانيّا، بل نقول: إنّا [11] نحن نجد في المعقولات نظير هاتين
[12] الحالتين، أعنى فيما يذهل عنه ثمّ يستعاد. لكنّ الجوهر المرتسم
بالمعقولات كما يبيّن لك غير جسمانىّ و لا منقسم، فليس فيه شىء كالمتصرّف و شىء
كالخزانة. و لا يصلح أن تكون هى كالمتصرّف، و شىء من الجسم و قواه [13] كالخزانة؛ لأنّ المعقولات لا ترتسم
في جسم.
فبقى أنّ ههنا شيئا خارجا عن جوهرنا، فيه الصّور المعقولة بالذّات؛
إذ هو جوهر عقلىّ بالفعل، إذا وقع بين نفوسنا و بينه
[14] إتّصال ما ارتسم منه فيها الصّورة
[15] العقليّة الخاصّة بذلك الاستعداد الخاصّ لأحكام خاصّة.