إشارة: إدراك الشّىء هو أن تكون حقيقته متمثّلة عند المدرك،
يشاهدها ما به يدرك. فإمّا أن تكون تلك الحقيقة نفس حقيقة الشّىء الخارج عن
المدرك إذا أدرك، فتكون [3] حقيقة [4] ما لا وجود له بالفعل [5] فى الأعيان الخارجة [6]: مثل كثير من الأشكال الهندسيّة، بل كثير من المفروضات الّتى لا
تمكن [7] إذا فرضت في الهندسة ممّا لا يتحقّق
أصلا. أو تكون مثال حقيقته مرتسما في ذات المدرك غير مباين له، و هو الباقى.
التّفسير: إنّه لمّا تكلّم في وجود النّفس و في وحدتها، أراد أن
يتكلّم في قواها. ثمّ [8] إنّ القوى النّفسانيّة تنقسم بالقسمة الأولى إلى: مدركة، و محرّكة [9]. فمن هذا الموضع إلى الموضع الّذى
سمّاه بتكملة [10] النّمط في بيان القوى المدركة، و من
ذلك الموضع إلى آخر النّمط في بيان القوى
[11] المحرّكة.
و إنّما قدّم الكلام في القوى
[12] المدركة على الكلام في القوى
[13] المحرّكة [14]؛ لأنّ الحركة