نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 206
به [1]
ما هو؟ فذكر في هذا الفصل أقسام الشّاعر. فإنّ الشّاعر من الإنسان بذاته: إمّا أن
يكون هو الحواسّ الظّاهرة و هو المراد بقوله: «أترى المدرك أحد مشاعرك مشاهدة»؛ و
إمّا أن يكون غير الحواسّ الظّاهرة، سواء كان ذلك الشّىء هو العقل أو القوى
المدركة الباطنة، و هو المراد بقوله: «أم
[2] عقلك و قوّة غير مشاعرك [3] و ما يناسبها [4]».
ثمّ إنّه قسّم هذا القسم الثّانى إلى قسمين آخرين [5]، لأنّه لو كان الشّاعر من الإنسان
بهويّته [6] شيئا غير
[7] هذه الحواسّ الظّاهرة [8]، فإدراك ذلك الشّىء لتلك الهويّة إمّا أن يكون بوسط، أو لا بوسط.
فالحاصل أنّ الشّاعر من الإنسان بذات الإنسان إمّا أن يكون هو [9] الحواسّ الظّاهرة، أو غيرها. و إن كان
غيرها، فإمّا أن يكون شعوره بتلك الهويّة بوسط، أو لا بوسط [10]. و مقصوده أن يبطل [11] القسمين الأوّلين حتّى يتعيّن [12] القسم الثّالث. فأمّا إبطال القسم
الأوّل فذلك لأنّا في [13] الفصل الّذى قبل هذا الفصل فرضنا تعطّل
[14] الحواسّ عن العمل، و لأجله فرضنا الأعضاء غير متلامسة بل معلّقة في
الهواء الطّلق [15].
و أمّا إبطال القسم الثّانى فقد اكتفى في إبطاله ههنا بمجرّد
الاستبعاد، ثمّ إنّه في الفصل الرّابع من هذا النّمط أقام البرهان على بطلانه.
فهذا تفهيم [16] ما في هذا التّنبيه. [17]
[الفصل الثّالث [فى أنّ المشعور به ليس الحواسّ الظّاهرة]]
تنبيه: أتحصل [18] أنّ المدرك منك أهو ما يدركه بصرك من إهابك [19]؟ لا؛ فإنّك و إن [20] انسلخت عنه، و تبدّل عليك، كنت أنت
أنت. أو هو [21] ما تدركه بلمسك أيضا، و ليس أيضا
إلّا من