responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 163

الّذى لا يتطامن‌ [1] تحت الإصبع؛ فهناك أمور: أحدها؛ عدم الانغماز [2]. و ثانيها؛ بقاء الشّكل الّذى كان.

و ثالثها؛ المقاومة. و هذا الأمر الثّالث ليس صلابة أيضا. فإنّ الهواء الّذى في الزّقّ المنفوخ فيه مقاومة و [3] لا صلابة فيه. بل الصّلابة عبارة عن الاستعداد الشّديد نحو الانفعال‌ [4]، فرجع حاصل البحث إلى أنّ اللّين عبارة عن: الكيفيّة الّتى بها يكون الجسم مستعدّا للانفعال عن الشّكل الحاصر [5]؛ و الصّلابة:

هى الكيفيّة الّتى بها يكون الجسم مستعدّا لعدم الانفعال عن الشّكل الحاصر [6]. و هذا هو الّذى ذكره الشّيخ في تفسير الرّطوبة و اليبوسة، فعلى قوله‌ [7] يلزم أن لا يبقى الفرق بين الرّطب و اليابس، و بين اللّين و الصّلب. و أمّا على ما ذكرناه فالفرق بين الأمرين ظاهر.

و أمّا اللّزوجة و الهشاشة؛ فاعلم أنّ اللّزوجة كيفيّة حاصلة بالمزاج، فإنّ اللّزج هو الّذى يكون سهل الالتصاق عسر [8] الانفصال، فهو مؤلّف من رطب و يابس شديدى‌ [9] الامتزاج. فسهولة التصاقه‌ [10] من الرّطب، و عسر انفصاله من اليابس. و أمّا الهشّ فهو الّذى يكون عسر [11] الالتصاق سهل الانفصال، و ذلك لغلبة اليابس فيه و قلّة الرّطب. فهذا هو القول في ماهيّات الكيفيّات المذكورة.

و رابعها؛ أنّه لما ذا جعل بعض هذه القوى معدّة للفعل و بعضها للانفعال؟ فنقول: لأنّ تفاعل الحارّ و البارد ثبت بالبرهان، و تفاعل الرّطب و اليابس ما ثبت بالبرهان‌ [12]. و لا شكّ أنّ البرد يفيد التّكثيف‌ [13] و اليبس‌ [14]، و الحرّ يفيد التّرقيق و اللّطافة. فإذن الحرارة و البرودة كلّ واحدة منهما فاعلة فى الأخرى، و فاعلتان أيضا في الرّطوبة و اليوبسة. و أمّا الرّطوبة و اليبوسة فليس‌ [15] لواحدة منهما فعل فى الأخرى، و لا لهما أيضا [16] تأثير في الحرارة و البرودة. فلا جرم قيل: الحرارة و البرودة فاعلتان، و الرّطوبة و اليبوسة منفعلتان. و أمّا اللّذع و التّخدير [17] فقد عرفت انتسابهما إلى الحرارة و البرودة. و أمّا الطّعوم و الرّوائح فلا شكّ في تأثيرهما في آلتى الذّوق و الشّمّ. و أمّا اللّزوجة فقد عرفت أنّها [18] معدّة نحو الالتصاق؛ و الهشاشة معدّة نحو الانفصال؛ فلذلك كانتا من الانفعاليّات. و أمّا اللّين فلا شكّ في‌


[1] - لا يتطامن: لا يتطامر مص.

[2] - الانغماز: الانغمار مص: مهملة في م.

[3] - مقاومة و:- م.

[4] - الانفعال: اللّانغمال مج.: الانفصال م.

[5] - الحاصر: الحاضر مص.: الخاصين مج.

[6] - الحاصر: الحاضر مص.: الخاصيّن مج.

[7] - قوله: هذا مج.

[8] - عسر: عند م.

[9] - شديدى: شديد م.

[10] - التصاقه: الالتصاق مج.

[11] - عسر: عسير م.

[12] - و تفاعل الرطب و اليابس ما ثبت بالبرهان:- م.

[13] - يفيد التّكثيف: مفيد للتّكثيف م.

[14] - و اليبس:- مج.

[15] - فليس: ليس م.

[16] - أيضا:- م.

[17] - اللّذع و التّخذير: اللّدغ و التّحذير مص.

[18] - فقد عرفت أنّها: فلأنّها مص.: فإنّها م.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست