responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 155

هو [1] جاره، و جار الشّى‌ء غير ذلك الشّى‌ء [2].

[الفصل السادس عشر [فى بيان مسائل هى: أنّه يستحيل أن يجتمع في الجسم الواحد ميل مستقيم و ميل مستدير]]

إشارة: الجسم الّذى في طباعه ميل‌ [3] مستدير يستحيل أن يكون في طباعه ميل مستقيم؛ لأنّ الطّبيعة الواحدة لا تقتضى توجيها إلى شى‌ء و صرفا عنه. و قد بان أيضا أنّ المحدّد للجهات لا مبدأ مفارقة فيه لموضعه الطّبيعى، فلا ميل مستقيم فيه. فهو ممّا وجوده عن صانعه بالإبداع ليس ممّا يتكوّن عن جسم يفسد إليه أو يفسد إلى جسم يتكوّن عنه، بل إن كان له كون و فساد فعن عدم و إليه. و لهذا فإنّه لا ينخرق و لا ينمى و لا يستحيل استحالة تؤثّر في الجوهر، كتسخّن الماء المؤدّى إلى فساده.

التّفسير: هذا الفصل يشتمل على مسائل بعضها مقدّمة في إثبات البعض:

أوّلها؛ بيان‌ [4] أنّه يستحيل أن يجتمع في الجسم الواحد ميل مستقيم و ميل مستدير [5]؛ لأنّ الميل المستقيم توجّه نحو جهة، و الميل المستدير انصراف عن تلك الجهة. و يستحيل أن يكون الجسم الواحد في الزّمان الواحد متوجّها إلى جهة و منصرفا عنها.

و ثانيها؛ أنّ الكون و الفساد على الفلك محال؛ لأنّه لو صحّ الكون و الفساد عليه لكان الميل المستقيم موجودا فيه- على ما تقرّر في الفصل السالف. و لكن ذلك محال؛ لأنّ الميل المستدير موجود فيه. أمّا في المحدّد فالبرهان المذكور. و أمّا في غيره فبالرّصد؛ لأنّا نشاهد حركات مستديرة للكواكب، و لا يمكن أن يكون ذلك للكواكب‌ [6] نفسها- على ما سيأتى- فلا بدّ و أن يكون للفلك. و كانت الأفلاك متحرّكة بالاستدارة، ففيها ميول مستديرة. و قد ثبت أنّ الميل المستدير و المستقيم لا يجتمعان، فإذن يستحيل الكون و الفساد على الأفلاك. فإذن إن كان‌ [7] لها كون و فساد فعن‌ [8] عدم و إليه.

و لقائل أن يقول: إنّكم قد دللتم على أنّ الميل المستقيم و المستدير لا يجتمعان، و بهذا القدر لا يحصل مطلوبكم، لأنّ‌ [9] لقائل أن يقول: جوّزوا أن يكون طبيعة [10] الفلك تقتضى الميل المستدير


[1] - هو:- مص.

[2] - الشّى‌ء:+ و اللّه أعلم م.

[3] - ميل:- م.

[4] - بيان:- م.

[5] - ميل مستدير: مستدير مص.

[6] - للكواكب: الكواكب مج.

[7] - لو كان: إن كان م، مج، مص.

[8] - فعن: ففى مص.

[9] - لقائل أن يقول ... مطلوبكم لأنّ:- م.

[10] - طبيعة:+ لذلك مص.

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 2  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست