نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 133
يحصل [1]
الجسم في ذلك المكان و أن يتّصف [2] بذلك الشّكل. و الاستيجاب عبارة عن طلب الوجوب، و معلوم أنّ تلك
القوّة أبدا طالبة لتحصيل الجسم في ذلك المكان سواء كان حاصلا فيه [3] أو لم يكن.
و أمّا قوله: «و للبسيط مكان واحد»
؛ فالكلام في تقريره ما مرّ. و أمّا قوله: «و للمركّب ما يقتضيه
الغالب فيه: إمّا مطلقا، و إمّا بحسب مكانه، أو ما اتّفق وجوده فيه إذا تساوت
المجاذبات عنه؛ فكلّ جسم له مكان واحد»؛ فالمراد منه
[4] قد مرّ.
و أمّا قوله: «و يجب أن يكون الشّكل
الّذى يقتضيه البسيط [5]
مستديرا، و إلّا لاختلفت هيئته [6] فى مادّة واحدة عن قوّة واحدة»
تنبيه: الجسم له في حال تحرّكه ميل يتحرّك به، و يحسّ به الممانع و
إن تمكّن [8] من المنع
[9] إلّا فيما يضعف ذلك فيه. و قد يكون من طباعه- و قد يحدث فيه من
تأثير غيره يبطل المنبعث عن [10] طباعه إلى أن يزول فيعود انبعاثه- إبطال الحرارة العرضيّة الّتى
يستحيل إليها الماء للبرودة [11] المنبعثة عن طباعه إلى أن تزول. و إنّما يكون الميل الطّبيعى لا
محالة نحو جهة يتوخّاها الطّبع.
فإذا كان الجسم [12] فى حيّزه الطّبيعى لم يكن له، و هو فيه
[13]، ميل؛ لأنّه إنّما يميل إليه بطبعه لا عنه. و كلّما كان الميل
الطّبيعى [14] أقوى، كان أمنع لجسمه عن قبول الميل
القسرىّ، و كانت الحركة بالميل القسرىّ أفتر و أبطأ.