نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 127
لا يصدر عنها الأثر على ترتيبات مختلفة. و هذا القدر لا يقتضى إلّا [1] أن يكون الفعل الطّبيعى للأجسام
البسيطة غير مختلف، و لا يقتضى أن يكون كلّ فعل للجسم البسيط فهو غير مختلف
لاحتمال أن تكون للبسيط [2] قوّة حيوانيّة تصدر عنه [3] بها الأفعال لا على ترتيب واحد. لكنّه لمّا كان الحقّ هو أنّ البسيط
العنصرىّ ليس فيه قوّة حيوانيّة [4]، و أنّ البسيط الفلكىّ لا تصدر عن قوّته فعل إلّا على ترتيب واحد،
لا جرم صحّ كلامه: أنّ الجسم البسيط لا يصدر عنه إلّا أثر غير مختلف، و إن كان ذلك
صحيحا في قسمة [5] العقل. 2
[الفصل الخامس [فى مكان الجسم المركّب و البسيط و في أنّ شكل
البسيط هو الكرة]]
إشارة: إنّك لتعلم أنّ الجسم إذا خلّى و طباعه و لم يعرض له من
خارج تأثير غريب، لم يكن له بدّ من وضع معيّن و شكل معيّن؛ فإذن في طباعه مبدأ
استيجاب ذلك. و للبسيط مكان واحد يقتضيه
[6] طبعه. و للمركّب ما يقتضيه الغالب
[7] فيه: إمّا مطلقا، و إمّا بحسب مكانه، أو ما اتّفق وجوده فيه إذا
تساوت المجاذبات عنه [8]؛
فكلّ جسم له مكان واحد. و يجب أن يكون الشّكل الّذى يقتضيه البسيط مستديرا [9]، و إلّا لاختلفت هيئته في مادّة
واحدة عن قوّة واحدة.
التّفسير: إنّه لمّا عرّف الجسم
[10] البسيط بأنّه الّذى طبيعته واحدة، و ذكر أنّ الطّبيعة الواحدة لا
تقتضى إلّا أثرا [11]
غير مختلف، أراد في هذا الفصل أن يدلّ على إثبات الطّبيعة، و أن يتكلّم فيما
يتفرّع على قوله: الطّبيعة الواحدة لا تقتضى إلّا أثرا
[12] غير مختلف [13].
أمّا البحث الأوّل؛ فالدّليل عليه أنّ الجسم لو فرض خلوّه عن جميع
الأمور الّتى لا يجب حصولها له، فإنّه يجب مع ذلك أن يحصل له وضع معيّن. أعنى
أنّه [14] لا بدّ و أن يكون ذلك الجسم بحيث لو
كان هناك جسم آخر، لكان لذلك الآخر نسبة بالقرب أو البعد منه [15]. و لا بدّ له من شكل